أجمعت شخصيات تاريخية أن أحداث ساقية سيدي يوسف التي اقترفتها قوات الاحتلال الفرنسي بالحدود الجزائرية التونسية في 8 فيفري 1958 بينت عجز فرنسا وحلفائها عن مواجهة المقاومة المسلحة وجيش التحرير الوطني خلال الثورة الجزائرية، وكذا عجزها من مواجهة حلفاء الثورة كتونس، الأمر الذي جعلها ترتكب جريمة في حق الشعبين الجزائري والتونسي غير أن هذه الجريمة زادت من تعاطف الشعب التونسي ودعمه للثورة التحريرية التي كسبت انتصارا دبلوماسيا بعد هذه الحادثة التي اخترقت من خلالها فرنسا القانون الدولي· وذكر المتدخلون في الندوة التي نظمتها جمعية مشعل الشهيد بمركز الصحافة لجريدة المجاهد أمس، بمناسبة الذكرى الخمسين لأحداث ساقية سيدي يوسف، أن الطريقة التي انتهجتها فرنسا خلال هذه الحادثة" شنيعة وغير مناسبة"، حيث كانت تظن أنها تملك الحق في متابعة كل من مواطنيها بما فيهم الجزائريين الذين كانت تعتبرهم تابعين لها حتى إذا كانوا في الخارج إذا خرجوا عن قانونها حسبما قاله السيد سعيد مقدم رئيس اتحاد مجلس الشورى المغاربي، إذ قام الاحتلال بقصف منطقة سيدي يوسف الواقعة في الحدود الجزائرية التونسية على الطريق المؤدي إلى سوق أهراس بالجزائر ومدينة الكافبتونس القريبة من مدينة الحدادة الجزائرية التابعة إداريا لولاية سوق أهراس والتي كانت بمثابة مكان استراتيجي للاجئين الجزائريين ولاستقبال المعطوبين والجرحى· وقد أسفرت هذه الأحداث عن تسجيل 79 قتيلا من بينهم 11 امرأة و20 طفلا إلى جانب 130 جريحا، بالإضافة إلى تدمير كل المرافق· وكانت السلطات الاستعمارية تهدف من خلال هذا العدوان إلى ضرب الدعم العربي للثورة وتوقيفه وفي مقدمته الدعم التونسي· علما أن هذا العدوان لم يكن الأول حيث قامت قوات الاحتلال الفرنسي قبل ذلك بقصف القرية لكونها نقطة استقبال لجرحى ومعطوبي الثورة التحريرية وكان أوّل تحرّش سنة 1957 إذ تعرضت الساقية يومي 1 و2 أكتوبر إلى اعتداء فرنسي بعد أن أصدرت فرنسا قرارا يقضي بملاحقة الثوار الجزائريين داخل التراب التونسي بتاريخ أول سبتمبر1957 ثم تعرضت الساقية إلى اعتداء ثاني في 30 جانفي 1958 بعد تعرّض طائرة فرنسية لنيران جيش التحرير الوطني الجزائري لتختتم التحرشات بالغارة الوحشية يوم 8 فيفري 1958 بعد يوم واحد من زيارة روبر لاكوست للشرق الجزائري· من جهة أخرى أكد المكلف بالإعلام بسفارة تونس بالجزائر السيد مجيد حملاوي في كلمة ألقاها بالمناسبة، أن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أصيب بجروح على مستوى ساقيه لدى تقديمه يد العون للجزائريين خلال أحداث ساقية سيدي يوسف بالحدود الجزائرية التونسية في 8 فيفري 1958، غير أن الرئيس التونسي الحالي ظل دائما يتحاشى الإعلان عن هذه الحقيقة حسب المتحدث·