قامت كل من الفيدرالية الدولية لجمعيات حقوق الإنسان ورابطة حقوق الإنسان بإيداع دعاوى قضائية لدى عميد قضاة التحقيق لمحكمة باريس ضد عضو سابق في منظمة الجيش السري الفرنسي أو ما يسمى اليد الحمراء "MAIN ROUGE" وتتمثل هذه الدعاوى القضائية مجملا في ارتكاب جرائم حرب بطلها العضو السابق في المنظمة "أنطوان ميليرو". وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدعوى القضائية كانت نتيجة ضغط عائلة النقابي التونسي "فرحات حشاد" الذي تم اغتياله سنة 1952 من طرف منظمة الجيش السري الفرنسي التي كانت تتخذ من أرض المغرب العربي ميدانا لعمليات التصفية التي كانت تنفذها. وترجع حيثيات القضية إلى 19 ديسمبر من سنة 2009 وبالضبط إلى لقاء تلفزيوني أجراه العضو السابق في منظمة الجيش السري الفرنسي"أنطوان ميليرو" لصالح قناة الجزيرة وهو اللقاء الذي قام من خلاله هذا الأخير بتبني عملية اغتيال النقابي فرحات حشاد بل أنه ذهب أبعد من ذلك حينما صرح قائلا:" بالنسبة لي فهذا أمر شرعي وإذا ما استوجبت الظروف القيام به من جديد فإنني سأفعل ذلك عن طيب خاطر" التصريح الذي اعتبرته الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان "جريمة حرب واضحة وضوح الشمس" وفعلا منافيا لاتفاقية "جنيف" لحقوق الإنسان الموقعة سنة 1949 وعليه فإنه يتوجب على المعني الاعتذار عن ذلك كما يتوجب أيضا تسليط العقوبة المنصوص عليها قانونا في مثل هذه الحالات.