أجمع المتدخلون من حقوقيين وخبراء في القانون الدولي في اليوم الأول من فعاليات الملتقى الدولي حول جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في غزة: التوثيق المادي والتكييف القانوني من أجل دعوة جزائية، والمنعقد بفندق الهلتون بالعاصمة، أن كل الدلائل المادية والمعنوية متوفرة لإدانة إسرائيل بهذه الجرائم ومحاسبة مركبتها طبقا لأحكام القانون الدولي الإنساني وقواعد عمل محكمة الجنايات الدولية. لقد أثبت هؤلاء الحقوقيون الأطباء والخبراء، والذين عايش بعضهم العدوان بغزة وشاهدوا بأم أعينهم بشاعة هذه الجرائم، أنهم يتوفرون على وثائق وشهادات لا يمكن أن تكون إلا أداة لإدانة إسرائيل وتسليط العقوبة الجنائية عليها، ويبقى قبل تحقيق ذلك نضال منظمات حقوق الانسان والمجتمع المدني عبر أرجاء العالم من خلال تكثيف الاتصالات لتأسيس ورفع دعوى قضائية سواء على مستوى القضاء الداخلي أو عن طريق القضاء الدولي باللجوء إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وبضغط من الأغلبية يمكن دفعها إلى سن محكمة خاصة بجرائم الحرب الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ومحاكمة مقترفيها من القادة الإسرائيليين. وقد اقترح المتدخلون في هذا الملتقى الذي تنظمه اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الانسان وبمشاركة تنسيقية المجتمع المدني الجزائري للعمل والتضامن مع غزة، عدة أساليب للتكييف القانوني وتسليط العقوبة على اسرائيل، منها النضال على مستويات اقليمية وجهوية ودولية لا سيما في ظل صعوبة تطبيق أحكام محكمة الجنايات الدولية على المسؤولين عن هذه الجرائم بحكم عدم عضوية الكثير من الدول التي تريد إدانة اسرائيل على عدوانها الهمجي، ويلتقي في هذا المجال كل من الدكتور الحقوقي رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة بوجمعة صويلح والسفير الفرنسي السابق دولافرانس، والصحفي البرلماني البلجيكي ليك دوريك، والخبير في شؤون السياسة والدفاع، الفرنسي لابيفيار ريتشارد الذي أكد بالمناسبة استمرارية السياسة العدوانية للجيش الاسرائيلي وديوانه الحربي، كما أبرز ممثل شبكة حقوق السكن والأرض ششلا جوزيف إمكانية اللجوء إلى ما يسمى في الاختصاص الدولي عن طريق المحاكم الخاصة بحق الضحية في جبر الضرر في القانون الدولي، الذي يعطي حق العودة والتعويض عن الأضرار. أما الطبيب الجزائري رئيس الوفد الطبي الى غزة السيد خويدمي عابد فقد أكد بالأدلة أن الجيش الاسرائيلي قصف المدنيين بالفسفور الأبيض واستعمل صواريخ خاصة، وهي كلها محرمة دوليا، ويذكر أنه أول طبيب يكتشف أثناء معالجة للجرحى بمستشفى الشفاء هذا الأمر الغريب وخلص إلى أن الإدانة ثابتة في ارتكاب الجيش الاسرائيلي لمجازر ضد الإنسانية وجرائم الحرب بما يتنافى مع القوانين والأعراف الدولية، وأنه من أجل تسليط العقوبة على مرتكبي هذه الجرائم سيواصل النضال الى جانب المنظمات الحقوقية في العالم من أجل إدانة اسرائيل التي تضرب بعرض الحائط كل هذه القوانين غير مبالية بنداءات المجموعة الدولية. وستتواصل اليوم، أشغال اليوم الثاني من الملتقى بالنظر إلى أساليب إنشاء استراتيجية شاملة لمتابعة المسؤولين والعسكريين الاسرائيليين عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية أمام العدالة الجزائية الدولية، إضافة الى التكييف القانوني لخروقات القانون الدولي في هذا المجال، قبل أن يختتم الملتقى بالمصادقة على توصيات.