دخل صبيحة البارحة أزيد من 100 تاجر بسوق الجملة للخضر والفواكه بالصرول جنوب غرب مدينة عنابة في إضراب مفتوح تنديدا بالأوضاع الكارثية التي آل إليها حال ثاني أبرز أسواق الجملة بأقصى الشرق الجزائري، حيث كشف خلالها ممثلو التجار في تصريحهم لآخر ساعة عن وجود مافيا إجرامية تهدف إلى زعزعة السوق ناهيك عن الظروف والأوضاع الأمنية المتردية التي أضحى يتخبط فيها منذ سنوات 102 تاجر، كما أوردت ذات الجهة بأن سوق الجملة للخضر والفواكه التابع لوصاية بلدية البوني تحول في غضون السنوات الماضية إلى مرتع للعصابات الإجرامية التي أضحت تحترف عمليات الاعتداء على الباعة وزبائن السوق باستعمال مختلف أنواع الأسلحة. إذ يعتمد هؤلاء على وضع حواجز قصد عرقلة سير المركبات المتوجهة إلى مدخل السوق مستغلين في ذلك الحالة الكارثية للطريق المؤدي إلى هذا الأخير قبل تهديد صاحبها بالقتل في حالة رفضه دفع المبالغ المالية التي بحوزته. من جهتهم أفاد العشرات من تجار السوق في لقائهم بآخر ساعة بمدى تدهور الأوضاع الداخلية للسوق الذي يعد مصدر عيش الهيئات من العائلات والشباب وكذا أحد أبرز ممولي أسواق التجزئة لولايات أقصى الشرق بعد أن تحول خلال السنوات الماضية إلى مقصد الآلاف من الباعة قبل أن تحكم مافيا الإجرام قبضتها على أسوار سوق الصرول. أهم أسواق الجملة بالشرق يتحول إلى قرية سياحية للأبقار ناهيك عن الحالة العامة التي آل إليها هذا الأخير الذي أصبح مستقرا لمئات القناطير من أكوام النفايات والقاذورات بالإضافة إلى المياه القذرة والحيوانات الضالة وعلى رأسها الأبقار حيث تحول السوق إلى مركز راحة واستجمام في ظل غياب كلي لمسؤولي بلدية البوني الذين لم يحركوا ساكنا لاحتواء التردي الرهيب الذي ساهم بصفة مباشرة في نفور أغلب زبائن السوق، خاصة بعد الحادثة الأخيرة التي شهدت اندلاع مشاجرات عنيفة خلفت العديد من الجرحى في الوقت الذي اتخذ فيه ممثلو البلدية موقف المتفرج على سلسلة الأحداث مما دفع بالتجار ال 102 على حد تعبيرهم عبر كامل أرجاء السوق للدخول في إضراب مفتوح مطالبين من خلاله بحضور أعلى سلطة في ولاية عنابة، للوقوف ميدانيا على معاناة التجار التي أضحت ترهن عمل المئات من العائلات التي يسترزق أربابها من السوق بعد أن باءت كافة المساعي واللقاءات التنسيقية مع ممثلي البلدية بالفشل من أجل وضع حد لحالة الفوضى والإهمال التي أضحت عاملا مساعدا على عمل مافيا الإجرام بالرغم من المراسلات المختلفة التي أطلق من خلالها تجار السوق بالبوني صرخة استغاثة من أجل احتواء الحالة الكارثية من خلال بعت مراكز أمن ثابتة وتخصيص فرق نظاقة دائمة وإعادة هيكلة وتنظيم مختلف أرجاء السوق. خالد بن جديد