خلفت اشتباكات عنيفة، دارت رحاها عشية أول أمس وصبيحة أمس، بسوق الجملة للخضر والفواكه ببلدية البوني بولاية عنابة، إصابة حارس في الثلاثين من العمر بجروح خطيرة على مستوى الرأس، وتخريب شاحنتين واحدة من نوع سوناكوم لتجار ومتعاملين بالسوق الواقع بمنطقة معزولة تسمى الصرول تابعة لبلدية البوني... وحدث ذلك إثر شجار عنيف دار بين حراس السوق وأصحاب العربات العاملين هناك، سرعان ما امتدت لتشمل أطرافا أخرى، مخلفة فوضى عارمة في السوق وفرار جماعي للتجار نحو سوقي صالح بوالشعور بسكيكدة وشلغوم العيد بولاية ميلة، الذين كانوا يعرضون منتوجاتهم والقادمين من غالبية ولايات الوطن، وفي وقت كان الجميع يظن أن الأمور عادت إلى نصابها صبيحة أمس، تفاجأ التجار كما كشف عنه الأمين العام لتجار السوق، باقتحام العشرات من الشبان للسوق حاملين عصي وقضبان حديدية وأسلحة بيضاء، إذ قاموا ببعثرة السلع المعروضة، ورشق التجار والاعتداء عليهم، وتخريب الخانات والشاحنات، قبل أن تتدخل مصالح الدرك الوطني، التي نجحت في فترة وجيزة من احتواء الوضع، والحيلولة دون تكبد سوق المنفعة الوطنية لخسائر أكثر فداحة. وعلى إثر هذه الأحداث، قرر ممثلو التجار الدخول في إضراب مفتوح عن العمل ابتداء من الأسبوع المقبل، مطالبين بتجاوز حالة اللاأمن والتسيب الواضحين داخل السوق، إلى جانب الإهمال الفاضح من قبل السلطات البلدية لبلدية البوني، الذي أدى إلى تفشي الفوضى والعشوائية، وانتشار الفضلات والأوساخ والقمامة، مما جعل من مهمة ممارسة النشاط التجاري بهذا الفضاء عملية مستحيلة، سيما وأن السوق يتوفر على أزيد من 100 خانة بيع يشغلها بصفة رسمية 102 تاجر، في حين يشهد السوق دخول أكثر من 500 تاجر يوميا، وقال ذات المتحدث، بأن نقابة التجار، راسلت في أكثر من مرة السلطات المحلية المدنية والأمنية، قصد تجاوز وتدارك الظروف الصعبة التي يتواجد عليها سوق البوني. ومنذ أيام، زارت لجنة المالية بمجلس الأمة، وقامت بمعاينة ميدانية، لكن السلطات الوصية لم تتخذ أي إجراءات لحد الساعة.