تشهد ظاهرة سرقة المواشي بولاية باتنة خلال الايام الاخيرة ارتفاعا ملحوظا، وذلك عر عديد مشاتي وقرى الولاية، سيما بالمناطق الجنوبية الغربية والشرقية، التي ينتشر بها نشاط تربية الاغنام والابقار، أين سجلت عديد عمليات السرقة التي استهدفت عشرات الرؤوس من الأغنام، اغلب هذه القضايا كانت متوالية في فترات متقاربة، وهو ما بات يشكل مصدر قلق وانزعاج لمربي المواشي والاغنام. ظاهرة سرقة المواشي بباتنة قد اخذت منعرجا اخر وهو ما ارجعه الضحايا الى غياب الامن خصوصا بالقرى والمشاتي المعزولة التي وجدت بها عصابات سرقة المواشي ضالتها وباتت تتعرض للسرقة لاكثر من مرة في غضون أيام، وهو الامر الذي جعل عددا من المربين يعزفون عن النشاط خاصة منهم كبار السن الذين لا يقوون على مقاومة مثل هذه السرقات التي ينعدم فيها الامن، في وقت لم تعوض فيه الخسائر للضحايا، هذا في الوقت الذي يضطر فيه كثير من المربين للاغنام والابقار بتولي حراسة دورية لممتلكاتهم الحيوانية باعتبارها مصدر عيشهم، بعد ان تيقنوا ان الامن لا يمكنه حماية ممتلكاتهم امام عديد السرقات المسجلة، والتي في الغالب ما تقيد ضد مجهول بناء على ايداع شكاوي من طرف الضحايا المتعرضين لعمليات السرقة، وفي حالة توقيف المتورطين فان الضحايا لا يسترجعون ممتلكاتهم، وهو الامر الذي جعل اغلب المربين يمتلكون أسلحة نارية مسجلة لدى المصالح المعنية لتولي حماية اغنامهم بانسفهم، لكن ذلك لم يمنع عصابات سرقة المواشي من نشاطها، واستهدافها لعديد المناطق والمداشر التي تعرف بها تربية الأغنام والمواشي، حيث كانت آخر عملية سرقة مسجلة قبل عدة أيام من الآن كان ضحيتها الفلاح "ن عمار" القاطن بمنطقة "برغوثة" التابعة لبلدية قصر بلزمة بدائرة مروانة، أين قام مجهولون بسرقة 45 رأسا من الماشية مستغلين في ذلك ظرف الليل لتنفيذ عملية السطو هذه وقاموا باقتياد القطيع من الاسطبل بعد هدم جزء من جداره على مسافة تقدر ب 3 كلم الى منطقة مجهورة قبل الاستعانة بشاحنة لنقلها الى مكان يجهل وجهته، وكان قبل ذلك بنحو شهر موال اخر قد تعرض لعملية سرقة مشابهة بمنطقة الهنشيرة التابعة لبلدية مروانة، حيث قامت عصابة بسرقة قطيع غنمه المقدر بأكثر من 60 رأسا، لم يتم بعد الكشف عن هوية المتورطين بها، والذين كانت كاميرا المراقبة المنصبة باسطبل تواجد القطيع المسروق، حيث تم ايداع نسخة من الشريط لدى مصالح الدرك الوطني، التي فتحت تحقيقا في الحادثة للكشف هن هوية الفاعلين وتوقيفهم. عصابات سرقة المواشي بولاية باتنة، لم تستثن منطقة عن اخرى، وعمليات السرقة لم تقتصر فقط على اقليم دائرة مروانة، بل امتدت لتشمل مناطق اخرى، حيث توالت سلسلة السرقات المستهدفة لقطعان المواشي، أين تعرضت عائلة ميسروة الحال الى عملية سرقة لقطيع غنم يحوي حوالي 30 رأسا وذلك بمنطقة اوعايد التابعة لمنطقة سيدي معنصر ببلدية عيون العصافير، بالاضافة الى سرقة اخرى في فترة قريبة منها بمنطقة الحاسي التابعة لدائرة عين جاسر استهدفت 5 أبقار، حيث تحقق مصالح الدرك عبر اقليم الاختصاص في جل هذه السرقات التي لا يزال مرتكبوها مجهولي الهوية، عدى حادثة بلدية بولهيلات التي وقعت بحر الاسبوع المنصرم، اين تمكن فيها السكان رفقة الدرك الوطني والسلطات المحلية من استرجاع قطيع من الغنم بتعداد 120 رأس، وذلك خلال 24 ساعة من عملية السرقة، أين تم التفطن للأمر مباشرة بعد تنفيذ عملية السطو، وتمت محاصرة الفاعلين بمنطقة جبلية احتموا بها لكي لا يكشف أمرهم، الأمر الذي اجبرهم على الفرار نحو بلدية عين كرشة التابعة لولاية أم البواقي الحدودية مع بلدية بولهيلات، تاركين قطيع الغنم بالمنطقة، والذي استرجع لأصحابه. وسط مطالب من طرف الموالين بتوفير الحماية لهم ولقطعانهم، اذ باتت عصابات سرقة المواشي تتهدد النشاط بالزوال، بعد عزوف الموالين على تربية المواشي وتناقص عددهم رغم توفر البيئة الملائمة لهذا النشاط، الذي قوبل بعدم توفر الأمن وتنامي ظاهرة سرقة المواشي بشكل يدعو للقلق.