تعد ظاهرة سرقة المواشي بولاية باتنة من بين أبرز الظواهر التي يشتكي منها المربون والموالون، لاسيما بالمناطق الجنوبية الغربية والشرقية التي ينتشر بها نشاط تربية الأغنام والأبقار، غير أن هذه الأخيرة باتت تشكل مصدر قلق وانزعاج لمالكيها جراء السرقات المسجلة في كل مرة، والتي تنفذها عصابات سرقة المواشي باحترافية دون ترك أثر. ظاهرة سرقة المواشي بباتنة أخذت منعرجا آخر، وهو ما أرجعه الضحايا إلى غياب الأمن بالقرى والمشاتي المعزولة، التي وجدت بها عصابات ضالتها وباتت تتعرض للسرقة لأكثر من مرة في غضون أيام، الأمر الذي جعل عددا من المربين يعزفون عن النشاط، خاصة منهم كبار السن الذين لا يقوون على مقاومة مثل هذه السرقات، وهو ما كشفه ل”الفجر” عدد من الموالين ببلدية جرمة، أين التقينا بشيخ في العقد السابع، كان قد تعرض سنة 2009 إلى عملية سرقة استهدفت قطيعه المتكون من 10 أغنام، دون أن يتم تعويضه. هذا في الوقت الذي يضطر كثير من المربين للأغنام والابقار بتولي حراسة دورية لممتلكاتهم الحيوانية باعتبارها مصدر عيشهم، بعد أن تيقنوا أن مصالح الأمن لا يمكنها حماية ممتلكاتهم أمام عديد السرقات المسجلة، خصوصا ببلدية بيطام، جرمة، الشمرة وغيرها من مناطق الولاية، حيث أغلب القضايا المسجلة في هذا الخصوص إما أن تقيد ضد مجهول بناء على إيداع شكاوي من طرف الضحايا المتعرضين لعملية السرقة، وفي حالة توقيف المتورطين فإن الضحايا لا يسترجعون ممتلكاتهم، وهو الأمر الذي جعل أغلب المربين يسعون لامتلاك أسلحة نارية وتسجيلها لدى المصالح المعنية لتولي حماية أغنامهم بأنفسهم، وهو ما أسفر مؤخرا عن توقيف افراد متلبسين بسرقة عدد من الأبقار، ناهيك عن شخصين تم توقيفهما منذ عدة شهور ببلدية حيدوسة بباتنة، تم فقأ أعينهما من طرف مواطني المنطقة ليكونوا عبرة لمن يحاول سرقتهم!. من جهتها المجموعة الاقليمية للدرك الوطني سجلت، خلال السنة الماضية، 34 قضية متعلقة بسرقة المواشي، حيث تم تسجيل تراجع في الظاهرة خلال الفترة الأخيرة نتيجة تسطير برنامج ومخطط لمحاربة هذه الآفة في الزمان والمكان. وكشف قائد المجموعة أنه تم استرجاع 264 رأس من الغنم، 17 رأسا من الماعز، وبقرة، مع إيقاف 31 شخصا أودع منهم 20 شخصا الحبس.