تفصلنا أيام فقط عن نهاية شهر جانفي،وهو الموعد المقرر ليكون خلاله بداية عملية التلقيح ضد فيروس "كورونا" المستجد في الجزائر،وذلك وفق التعليمات التي أسداها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.بالإضافة إلى تطمينات وزارة الصحة على لسان مسؤولها الأول عبد الرحمان بن بوزيد،لكن يبدو أن آمال الجزائريين بوصول هذا اللقاح اصطدمت بحقيقة أن التلقيح سيؤجل إلى إشعار آخر، وأن وزير الصحة فشل في اقتناء اللقاح مثلما وعد وفشل حتى في تجسيد وتنفيذ تعليمات الرئيس بهذا الخصوص،رغم انه أعطى هذا الملف طابع الاستعجال وشدد في كلمته خلال تواجده بألمانيا في إطار رحلة العلاج على البدء في التلقيح شهر جانفي الجاري.ولا يزال ملف اقتناء اللقاح الخاص بفيروس كورونا في حالة تخبط,حيث أصبح رهين تصريحات فقط،فالوزير الذي أطل علينا منذ أشهر مؤكدا بأن الجزائر تتفاوض مع عدة دول بشأن اللقاح وستختار الأفضل.مؤكدا وجود إمكانيات للحصول على أكثر من لقاح وسط منافسة عالمية من كبرى الدول، لم ينجح لحد الساعة في الحصول على الدفعة الأولى من اللقاح الروسي "سبوتنيك 5 ".وعلى الرغم من تأكيده في تصريحات سابقة بأن نهاية جانفي ستكون موعدا لاقتناء اللقاح وتهربه من تحديد تاريخ واضح لذلك إلا أن المعطيات المتوفرة لدى عضو اللجنة العلمية لمتابعة ورصد فيروس كورونا في الجزائر البروفيسور "بقاط بركاني" تؤكد أنه من المستحيل الشروع في عملية التلقيح ضد فيروس كورونا قبل نهاية شهر جانفي الجاري، حيث أكد في تصريحات صحفية أدلى بها مؤخرا أنه ولحد الساعة لم تصل اية شحنة من اللقاح المنتظر لا الصيني ولا الروسي و ذلك قبل أيام فقط على نهاية شهر جانفي، وهو ما يعني أن الالتزام الذي قطعه وزير القطاع غير ممكن تجسيده ميدانيا، وتخوف المتحدث من عدم وصول الكمية الكافية من اللقاح وفق ما تم الاتفاق عليه، وفي حال تحقق ذلك فإن وصول كمية قليلة من اللقاح سيضع الوزارة في أزمة حقيقية.وكانت السلطات الصحية قد أعلنت تجهيز ما يقارب ثمانية آلاف نقطة مخصّصة للتلقيح ضدّ فيروس كورونا. ومن المقرّر البدء بعملية التلقيح خلال شهر جانفي الجاري، فور استلام الجزائر أول شحنة من اللقاحات الثلاثة التي تم التعاقد عليها.وقال المدير العام للمصالح الاستشفائية في وزارة الصحة، الياس رحال، في تصريحات صحفية إنّ السلطات ستستخدم كافة المراكز الصحية الجوارية والجامعية كمراكز للتلقيح، بينها 1447 بين مركز ومستشفى عمومي، وأكثر من ستة آلاف قاعة علاج، هي نفسها التي تستخدم في تنفيذ البرنامج الوطني للتلقيح منذ سنوات.من جهته أكّد عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة فيروس كورونا،رياض مهياوي، أنّ عملية التلقيح ستشمل في المرحلة الأولى،فئات المسنّين والأطقم الطبية من العاملين في المستشفيات، كما أسلاك الأمن، قبل أن تتوسّع لتشمل في المرحلة التالية ما مجموعه 17 مليون مواطن.وذكر مهياوي أنّ السلطات الصحية أجرت دراسة شاملة وعلمية على مجموع اللقاحات المطروحة للاستغلال، وخلصت إلى اختيار اللقاحات المناسبة، وقال: "درسنا كلّ اللقاحات على مستوى اللجنة العلمية وتمّ الاتفاق على اختيار اللقاح الأنسب للجزائريين، وتمّ تصنيفهم. كما تمّ اختيار اللقاح الروسي في المرتبة الأولى والصيني في المرتبة الثانية، ثم اللقاح السويدي الإنجليزي "أوكسفورد أسترازينيكا" في المرتبة الثالثة".وشدّد على أنّه "لا آثار جانبية للقاحات التي تقرّر استيرادها، سوى بشكل طفيف".