يواجه سكان العمارتين رقم (5و6) بالحي الجديد تابريحت الواقع بأعالي مدينة الميلية خطر الموت في كل حين ولحظة ذلك بفعل التشققات الخطيرة وكذا الإنزلاقات التي مست العمارتين المذكورتين والتي مافتئت تكبر وتتسع من يوم لآخر في غياب أي حل في الأفق على الرغم من سيل الوعود التي تلقتها العائلات الساكنة بهاتين العمارتين والتي ظلت إلى حد كتابة هذه السطور مجرد حبر على ورق . وقد قضت العائلات العشرين الساكنة بعمارتي الموت كما بات يسميها سكان حي تابريحت أمس الأحد الماضي في العراء بعد سماع أفرادها لدوي غريب في قبو العمارة رقم (5) وهو الدوي الناتج عن تحطم الدعامات الرئيسية لهذه العمارة حسب بعض السكان الدين التقتهم "آخر ساعة" صبيحة أول أمس الإثنين والدين كانوا في حالة يرثى لها من شدة الخوف والفزع إلى درجة أن بعضهم عجز حتى عن الكلام فيما اكتفى من بقيت لهم درات من الشجاعة بسرد سيناريو الموت المبرمج الذي بات يطاردهم في كل حين ولحظة والذي يعود إلى بداية شهر جانفي الماضي حين استيقظ هؤلاء بعد ليلة ماطرة على دوي غريب بمحيط العمارتين المدكورتين وهو ما جعلهم يندفعون إلى الخارج ظنا منهم بأن الأمر يتعلق بزلزال عنيف قبل أن يتبين لهم بأن السبب في ذلك الدوي هو التصدعات التي مست جدران العمارة رقم (5) بفعل تدحرجها من مكانها جراء انزلاق الأرضية التي أقيمت فوقها وهو ما وقفت عليه "آخر ساعة" إلى درجة أن المتمعن في مدخل هذه العمارة يخيل له بأن هذه الأخيرة تعرضت فعلا لزلزال أو قصفت بالصواريخ . ورغم الزيارات المتتالية للعديد من المسؤولين المحليين إلى حي تابريحت وآخرهم مدير ديوان الترقية والتسيير العقاري لجيجل وكذا ممثل عن مديرية الدراسات التقنية اللذين عاينا العمارتين المنكوبتين الأحد الماضي إلا أن الأمور ظلت تراوح مكانها في غياب أي حل ملموس من قبل الجهات الوصية التي اتهمها سكان "عمارتي الموت" بالتقاعس وانتظار حدوث كارثة حقيقية من خلال انهيار العمارتين وتسويتهما بالأرض للتحرك الفعلي والبكاء على الأطلال وهي سمة بعض المسؤولين عندنا قال لنا أحد السكان الدي أقسم بأغلظ الإيمان بأنه لم يعد ينام الليل شأنه شأن أفراد أسرته من شدة الخوف والفزع وهو ما عكسه الوجه الشاحب لهدا المواطن الذي ألح علينا بل وترجانا بنقل استغاثته ومن ورائه بقية سكان العمارتين إلى كل من يهمهم الأمر علهم ينقدوننا كما قال من الموت الوشيك . هذا وقد علمت "آخر ساعة" بأن قضية عمارتي حي تابريحت بالميلية قد طرحت على وزير السكن نور الدين موسى خلال الزيارة التي قادته إلى ولاية جيجل نهاية الأسبوع الماضي وهو ما جعل المسؤول الأول على قطاع السكن بالبلاد يعد بإيجاد حل سريع للمشكلة بعد عرض وضعية العمارتين على خبير في الدراسات التقنية للوقوف على درجة الخطورة التي بلغتها وهو الخبر الذي نقله مدير ديوان الترقية والتسيير العقاري لسكان العمارتين في زيارته الأخيرة لحي تابريحت ولو أن هؤلاء لم يقتنعوا بهده الوعود من منطلق أنهم تلقوا وعودا مماثلة من قبل أو بالأحرى مند جانفي الماضي دون أن تترجم هذه الأخيرة على أرض الواقع . م.مسعود