أجلت رئاسة الجمهورية أمس، زيارة كان من المقرر أن يقوم بها إلى ألمانيا، الرئيس بوتفليقة، بداية من يوم الغد، ولم يتم الكشف عن التاريخ المحدد للزيارة ، حسب مصدر دبلوماسي. وقال ذات المصدر أن الاضطرابات الحاصلة في حركة الطيران الجوية وبقاء سحابة الرماد البركاني في إسلاندا كانت السبب المباشر في تعذر تنقل الرئيس بوتفليقة إلى ألمانيا، وكان الرئيس بوتفليقة ينوي زيارة ألمانيا، لمدة يومين، وهي الزيارة التي تقررت بعد زيارة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل إلى الجزائر في عام 2008. وصادف تأجيل الزيارة، إعلان شركة الخطوط الجوية الجزائرية، استئناف بعض رحلاتها إلى المدن الفرنسية و الإسبانية دون الألمانية بسبب كثافة موجة الرماد. وكان الطرفان ينويان التباحث حول عديد المسائل المشتركة، على غرار التعاون الثنائي والأمن في منطقة الساحل، خاصة وأن الجزائر كانت قد احتضنت اجتماعا لقادة جيوش المنطقة قبل أيام قليلة، وهو الاجتماع الذي باركته عديد الدول. وسبق للمستشارة الألمانية اونجليكا ميركل أن دعت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لزيارة ألمانيا وكان ينتظر أن يطير الرئيس بوتفليقة إلى برلين اليوم ، في زيارة عمل هي الثانية من نوعها بعد تلك التي قام بها في 2001. وجاءت هذه الزيارة الرسمية بطلب من المستشارة الألمانية اونجليكا ميركل في سعي منها للتموقع الألماني في الاستثمارات الجاري تنفيذها في الجزائر في حدود 250 مليار دولار المخصصة للخماسي الجاري. وتسعى برلين إلى افتكاك مزيد من "التعاون الثنائي" وتدعيمه من خلال فتح أربع ملفات وهي: التعاون الثنائي بين الجزائروألمانيا، الأمن ومكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي، مشروع الاتحاد من اجل المتوسط، قضية الصحراء الغربية وملف الشرق الأوسط. ويعود اهتمام ألمانيا الخاص بالجزائر إلى زيارة المستشار السابق غيرهارد شرودر إلى الجزائر في سنة 2004 وتبعته زيارة ميركل في 2008، وتواصلت زيارات مسؤولين ألمان بما فيهم وزراء في الحكومة الألمانية إلى الجزائر منذ ذلك التاريخ، وآخر زيارة لوزير ألماني كانت تلك التي قادت وزير الاقتصاد والنقل الألماني للجزائر في مارس الماضي، وتوالت العروض الألمانية في الشراكات الممكن انجازها أو المشاريع التي ترغب برلين في افتكاكها بالجزائر وسط عيون أجنبية راصدة للمشاريع الكبرى التي رافقت العهدات الثلاثة للرئيس بوتفليقة، وبالأخص العهدتين الثانية والثالثة. وهذه النظرة بالذات عبرت عنها المستشارة الألمانية ميركل لما زارت الجزائر وقالت بالحرف الواحد "نحن واعون أن بلدانا كثيرة وكبيرة مهتمة بالجزائر، ولهذا السبب علينا نحن الألمان أن نقترح ما يثر الانتباه ويكون مفيدا". وقالت أيضا إن قدومها للجزائر على رأس وفد من رجال الأعمال الألمان كان الهدف منه "إيصال اهتمامنا بالجزائر" للسلطات الجزائرية والمستثمرين الوطنيين. وزاد الميزان التجاري بين الجزائروألمانيا في السنة الماضية، 2009، ب20 بالمائة وارتفعت الصادرات الألمانية نحو الجزائر في الأشهر التسعة الأولى من 2009 ب19 بالمئة، أي ب2.044 مليار دولار، بينما تصدر الجزائرلألمانيا مواد بترولية بنسبة 80 بالمائة. ليلى/ع