لا يزال سكان حي “50 مسكنا” المتواجد ببلدية يسر جنوب شرق بومرداس يتجرعون مرارة المعاناة اليومية،و يكابدون النقائص العديدة التي يعرفها حيهم منذ أمد بعيد.كما يعانون مرارة غياب الغاز الطبيعي و اهتراء الطريق المؤدي إلى حيهم،بالإضافة إلى انعدام الإنارة العمومية،ناهيك عن حالة الشباب الذين يعيشون التهميش و هم معرضون للانحرافات الاجتماعية جراء غياب المرافق و الهياكل الشبابية الترفيهية التي من شأنها أن تستقطب المواهب على حد تعبير أحد المواطنين. و قد أصبحت هذه النقائص تؤثر سلبا على حياتهم اليومية خاصة مشكل البطالة الذي استفحل بشدة بالحي و المدينة و هو ما جعل سبل العيش الكريم موصدة في أوجههم. كما يعرف حي “50 مسكنا” انتشارا كبيرا لتجارة الممنوعات كالمخدرات و المشروبات الكحولية و أصبح الحي يعرف بالمكان الآمن لبيعها.إضافة إلى ذلك غياب قاعات الانترنيت. أما فيما يخص الهياكل الثقافية فحدث و لا حرج ،إذ يخلو الحي من دار للشباب و مراكز الترفيه.فالمشكل الذي نغص حياة سكان الحي هو غياب مادة الغاز الطبيعي مما شكل عبءا ثقيلا على كاهل السكان الذين يضطرون لاقتنائه بأثمان باهظة تفوق أحيانا 200 دج للقارورة. سكان الحي في حديثهم إلينا أكدوا أن معاناتهم لا تتوقف عند قارورة غاز و إنما تمتد إلى مشاكل أخرى منها اهتراء الطرق المؤدية للحي مما يشكل صعوبة بدخول إلى هذا الحي أثناء تساقط الأمطار جراء الانتشار الكبير للأوحال و البرك المائية،كما يعاني أصحاب السيارات من هذه الحفر التي تسبب أعطابا كبيرة لمركباتهم،و قد طالبوا بالإسراع في تعبيد طريق الحي. يضاف إلى هذا مشكل غياب الإنارة العمومية في الحي و ضواحيه،مما يجعله يسبح في ظلام دامس بمجرد بروز أولى خيوط الليل مما يجعل السكان يتخوفون على سلامتهم الشخصية و على ممتلكاتهم نظرا لغياب الإنارة و الحراسة.بالإضافة إلى ما لاحظناه بعين المكان من الفوضى العارمة الحاصلة في النسيج العمراني ،حيث لجأ العديد من السكان إلى إقامة أكواخ ملتصقة بالعمارات تتم فيها تربية المواشي ،و الأكثر إزعاجا حسب تصريح السكان هو تربية الكلاب التي أصبحت تزعج نزلاء الحي و تزرع الرعب في قلوب الأطفال و تمنعهم من التجول و التفسح في حيهم.هذا ما جعل بعض قاطني الحي يدخلون في مناوشات مع الجيران نتيجة لهذه التجاوزات الحاصلة،حيث ناشدوا في العديد من المرات هدم هذه الأكواخ لإعادة الوجه الجميل للحي. لذا طالب السكان السلطات المحلية بالتدخل من أجل إعادة الحياة للحي الذي يعيش على صفيح ساخن و الالتفات إلى الشباب الذي هو على فوهة بركان نتيجة للتهميش و اللامبالاة التي يلاقونها من طرف المسؤولين المحليين.