لا يزال سكان حي 50مسكنا بمدينة يسرّ بشرق ولاية بومرداس الذي يعرف كثافة سكانية تفوق 500نسمة، يتجرعون مرارة المعاناة اليومية ويكابدون النقائص العديدة التي يعرفها حيهم منذ أمد بعيد، ويعانون مرارة غياب الغاز الطبيعي واهتراء الطريق المؤدي للحي، بالإضافة إلى انعدام الإنارة العمومية، ناهيك عن حالة الشباب الذي يعيش التهميش معرضا للانحرافات الاجتماعية جراء غياب المرافق والهياكل الشبانية التي تستقطب المواهب، حسب تصريح أحد الشباب إذ إن هذه النقائص أصبحت تؤثر سلبا على حياتهم اليومية، خاصة مع استفحال ظاهرة البطالة، مما يجعل سبل العيش الكريم موصدة في أوجههم، والحي يعرف الانحرافات الكبيرة من حيث انتشار الآفات الاجتماعية والأخلاقية، كبيع المخدرات والمشروبات الكحولية، إلى درجة أصبح فيه الحي يعرف بأنه المكان الآمن لتجار الممنوعات بمختلف أشكالها وأنواعها، وذلك آناء الليل وأطراف النهار، ناهيك عن غياب قاعات الإنترنت التي تزود الشباب الطلبة بالمعلومات والمعارف، مما يزيد من تكاليف الدراسة بالانتقال على مدينة يسّر، بالإضافة إلى مصاريف قاعة الإنترنت. أما فيما يخص الهياكل الثقافية فحدث ولا حرج، إذ يخلو الحي من دار للشباب ومراكز للترفيه. أما فيما يتعلق بالغاز الطبيعي فغياب هذه المادة الحيوية يشكل عبئا كبيرا يثقل كاهل السكان الذين يضطرون لاقتناء هذه المادة، بأثمان باهظة تفوق 200دج للقارورة، بالإضافة إلى قطع مسافات طويلة من أجل الحصول على قارورات الغاز. وفي السياق ذاته أضاف محدثونا أن سكان الحي طالبوا السلطات المعنية بتزويدهم بغاز المدينة لوضع حد لمعاناتهم اليومية المتواصلة، منذ أمد بعيد، والتي فاقت العشر سنوات. سكان الحي في تصريحاتهم ل''البلاد''، أكدوا أن معاناتهم لا تتوقف عند قارورة غاز، وإنما تمتد إلى أشياء أخرى منها اهتراء الطريق المؤدي للحي مما يجعل من الصعوبة بمكان دخول الحي أثناء تساقط الأمطار جراء الانتشار الكبير للأوحال والبرك المائية. كما أن أصحاب السيارات يعانون من هذه الحفر التي تسبب أعطابا كبيرة لسياراتهم، مطالبين بالإسراع في تعبيد الحي والطريق المؤدي إليه. كما أن غياب الإنارة العمومية للحي وضواحيه يجعله يسبح في ظلام دامس بمجرد بروز أولى خيوط الليل، مما يجعل السكان يتخوفون على سلامتهم الشخصية وعلى ممتلكاتهم خاصة السيارات المتواجدة بالموقف، لغياب الإنارة والحراسة، والانتشار الكبير للعصابات اللصوصية والمنحرفين الذين يعكرون صفو الحياة الهادئة بالحي. بالإضافة إلى ما لاحظناه بعين المكان من الفوضى العارمة الحاصلة في النسيج العمراني بهذا الحي، حيث لجأ العديد من السكان إلى إقامة أكواخ ملتصقة بالعمارات تتم فيها تربية المواشي، والأكثر إزعاجا حسب تصريح السكان هو تربية الكلاب التي أصبحت تزعج نزلاء الحي، وتنشر الرعب في قلوب الأطفال، وتمنعهم من التجول والتفسح في حيهم. هذا ما يجعل بعض السكان يدخلون في مناوشات مع الجيران نتيجة لهذه التجاوزات الحاصلة من طرفهم، حيث ناشدوهم في العديد من المرات هدم هذه الأكواخ لإعادة الوجه الجميل للحي. ولذا يطالب السكان السلطات المحلية بالتدخل من أجل إعادة الحياة للحي الذي يعيش على صفيح ساخن، والالتفات إلى الشباب الذي هو على فوهة بركان نتيجة ''للتهميش واللامبالاة'' التي يلاقونها من طرف المسؤولين المحليين.