انطلقت سهرة أمس بمسرح باتنة الجهوي المرحوم صالح لمباركية فعاليات مهرجان امدغاسن السينمائي الدولي في طبعته الثانية، التي اشرفت عليها وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، وبحضور مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالصناعة السينمائية والسمعي البصري والسلطات الولائية وكذا نخبة من الفنانين الجزائريين والعرب القادمين من دول شقيقة على غرار سوريا، مصر وتونس. طبعة ثانية لم تكن أقل نجاحا من سابقتها فكانت على درب كبريات المهرجانات العالمية، بسواعد شباب طموح آمن بفكرة فجسدها واصر على الاستمرارية فيها رغم الصعوبات والعراقيل، لتكون التظاهرة الثقافية هذه التي تستمر إلى غاية ال 14 من الشهر الجاري اضافة ثقافية حقة، باعتراف كل من حضر الافتتاح، الذي ميزه التنظيم المحكم وصورة جديدة مشرفة للساحة الثقافية وللتظاهرات التي باتت في محتواها وانطلاقتها متناسخة، فكان للحدث الثقافي لمهرجان امدغاسن السينمائي الدولي اللمسة المميزة والبصمة المنفردة لشباب بذلوا مجهودات جبارة لبلوغ الهدف وتحقيق المراد للارتقاء بالسينما واعطائها المكانة التي تستحقها، في زمن بات فيه الكل متعطشا للثقافة بسبب الركود الذي تشهده الساحة، فتدارك منظموا التظاهرة نقائص الطبعة الأولى رغم توقيعها النجاح بكل المقاييس باضافات ميزت الطبعة الثانية هذه، على غرار اللباس النوميدي لجنود زينوا ساحة المسرح بلباس نوميدي مستلهم من اللباس الأثري المتواجد بمتحف سيرتا، الذين تناثروا على حواف السجاد الأحمر الذي وضع خصيصا لاستقبال ضيوف المهرجان، في صورة فنية مبهرة كانت خارج المسرح قبل الولوج الى الداخل، وقد تخلل حفل الافتتاح تكريم عديد الوجوه الفنية الكبيرة التي أعطت للسينما العربية والجزائرية الكثير ولا زالت معطاءة على مر السنين على غرار المخرج الكبير أحمد راشدي، الفنانة بيونة، ليديا لعريني التي برزت بشكل ملفت للانتباه في اعمال درامية خلال الشهر الفضيل، الى جانب تكريم الضيوف العرب القادمين من سوريا على غرار الفنان عباس النوري صاحب دور أبو عصام في مسلسل باب الحارة وكذا الفنان القدير نزار أبو حجر المعروف باسم أبو غالب عن ذات السلسلة، والفنان المصري أحمد بدير وغيرهم من الوجوه الفنية التي أبت محافظة المهرجان إلا أن تكرمهم في التفاتة ثمنها المكرمون، وتخلل حفل الافتتاح وصلات غنائية من أداء الفنانة الشابة كنزة مرسلي التي تحضر ضيفة شرف ضمن فعاليات التظاهرة جدير بالذكر ان محافظة المهرجان سطرت برنامجا منوعا وهادفا، للتظاهرة هذه على مدار أربعة أيام كاملة، يتم من خلالها عرض الافلام المشاركة، كما شهدت أمسية الافتتاح، توافد غير مسبوق للمواطنين اين اكتضت ساحة المسرح بالعشرات منهم، رغبة منهم في حضور التظاهرة والالتقاء بضيوف المهرجان، من فنانين كبار برزوا في الساحة الفنية الجزائرية، على غرار الفنانة القديرة بيونة، المخرج الكبير أحمد راشدي، وثلة من الفنانين على غرار بشرة عقبي، كمال بوعكاز، مليكة بلباي، ايمان نوال، وغيرهم، بالاضافة الى اسماء فنية اخرى ينتظر ان تلتحق خلال ايام التظاهرة، التي زينت ساحة المسرح وخلقت اجواء فنية جمالية اكثر من رائعة، بأضواء ملونة وسجاد احمر تم بسطه على مسافة تمكن المواطنين من مشاهدة الضيوف وهم يعتلون السجاد الاحمر وسط حراسة نوميدية أعادت مجد حضارة ضاربة، ويصنع الاختلاف والفارق، ويكسب الرهان في تحقيق حلم لطالما راود شباب طموح همه خدمة السينما والفن الجزائري والارتقاء بالثقافة واعطائها حقها، من خلال مثل هكذا تظاهرات مزجت في محتواها بين اتاحة الفرصة للشباب في مجال العمل السينمائي من جهة، وكذا الجانب السياحي والترويج له من جهة اخرى، والتعريف بما تزخر به من مقومات سياحية لا يستهان بها، سواء الطبيعية منها على غرار شرفات غوفي الأخاذة، أو جبال ساحرة بأشجار الأرز الأطلسي النادرة، او المعالم التاريخية والحضارية الأثرية على غرار مدينة تيمقاد وغيرها، والتي بادرت على هامش المنافسة محافظة المهرجان الى تنظيم خرجات لها لضيوف الطبعة بغرض التعريف بها وتمكين الفنانين من استكشافها ولما لا تبلور فكرة عمل سينمائي بها للترويج السياحي لها وطنيا وعالميا سيما بالنسبة للفنانين الأجانب والعرب الذين يحضرون التظاهرة للمرة الأولى ويستكشفون خبايا الأوراس، فب طبعة ميزها الحضور الدولي والمشاركة العالمية. للاشارة فقد بوشرت امس الورشات التكوينية لفائدة مهتمي ومحبي السينما والاخراج بدار الثقافة بباتنة، تحت اشراف وتاطير مجموعة من الفنانين والمخرجين، يتم في نهايتها منح شهادات للمتربصين.