لم يتبقى سوى أيام قليلة على الحدث الثقافي الضخم الذي تتأهب ولاية باتنة لاحتضانه على مدار خمسة أيام كاملة انطلاقا من تاريخ ال 10 ماي القادم، حيث يجري حاليا ضبط الرتوشات الأخيرة لتحضيرات مضنية عاشتها محافظة المهرجان منذ شهور، لدورة ثانية أكثر تميزا من الأولى التي نظمت شهر مارس من سنة 2021. وحسب المنسق العام لمحافظة مهرجان امدغاسن السينمائي الدولي السيد مراد عابد، فإن التظاهرة الثقافية هذه تحمل الكثير من المفاجآت بعد تدارك تلك النقائص المسجلة خلال الطبعة الأولى رغم النجاح الباهر الذي حققته، مضيفا أن القائمين على المهرجان يحاولون إضافة الجديد والتميز للدورة لاعطائها لمسة تتمشى والحدث الدولي، وما يحمله من أهداف سامية تخدم عديد الجوانب على غرار قطاع السياحة، من خلال التعريف بالموروث الثقافي الحضاري المادي الهام الذي تكتنزه ولاية باتنة، من مواقع أثرية وسياحية من شأنها أن تكون مسرحا لانجاز عديد الأعمال السينمائية المشتركة بين الجزائر وعديد الدول المشاركة في التظاهرة، التي تستضيف ثلة من الضيوف الجزائريين والعرب، على غرار الممثلة القديرة بيونة، كمال بوعكاز، حسان كشاش، بشري عقبي، نبيل عسلي، عمر ثايري، الهادي تير، والقائمة طويلة لفناني الجزائر الذين اتيحت لهم فرصة حضور التظاهرة وكان قد تعذر عليهم حضور الطبعة الأولى، إذ تعكف محافظة المهرجان على اتاحة الفرصة في كل مرة لنخبة من الفنانين الجزائريين لمعايشة هذا الحدث عن كثب، هذا الى جانب فنانين عرب من سوريا، تونس ومصر على غرار الفنانة الهام شاهين، خالد بوزيد، أحمد بدير، نزار أبو حجر وغيرهم من ضيوف شرف للمهرجان أين مكنت الظروف الصحية المتحسنة من وباء كورونا استضافتهم. وعن جديد الطبعة أضاف المنسق العام أن يومي الافتتاح والاختتام سيكونان متميزان بلباس نوميدي وديكور يعكس تلك الحضارة الضاربة في عمق التاريخ تتماشى وتسمية المهرجان "امدغاسن" وما لهذا المعلم التاريخي الهام. وقد أصرت المحافظة والسيد والي ولاية باتنة على انجاح الطبعة الثانية من المهرجان وذلك بفضل تدخل المسؤول الاول لولاية باتنة لاعطاء الصورة المشرفة وانجاح الدورة الثانية من المهرجان التي تعد اضافة حقيقية لولاية باتنة في ظل شح الأحداث الثقافية واختفاء البعض منها بسبب الوباء على غرار مهرجان المسرح الأمازيغي الوطني، وكذا مهرجان تيمقاد الدولي، هذا الى جانب كون مهرجان امدغاسن الأول من نوعه الذي يعنى بالحدث السينمائي. يذكر أنه قد أدرج ضمن فعاليات التظاهرة التي تنظم تحت الرعاية السامية للسيد الوزير الاول واشراف وزيرة الثقافة ووالي ولاية باتنة، أيام تكوينية في الاخراج السينمائي تحت اشراف وتأطير فنانين جزائريين وعرب في المجال، الى جانب رحلات سياحية لفائدة ضيوف المهرجان للمواقع الأثرية والتاريخية التي تزخر بها باتنة على غرار الضريح النوميدي امدغاسن، المدينة الأثرية تيمقاد، الموقع السياحي غوفي، جبال الشلعلع وغيرها. على ان تكون الطبعة ومن خلال ما وقفت عليه آخر ساعة من تحضيرات أكثر نجاحا من سابقتها تحمل في طياتها مفاجآت كثيرة لعشاق السينما.