لا تزال شواطئ عنابة المختلفة من أروع الشواطئ على مستوى الشرق، يجسد من خلالها الزائر أو السائح احلامه بقضاء احلى الأوقات استمتاعا بزرقة البحر ومياهه المنعشة التي لطالما إستهوت الصغير والكبير، فكل صائفة يتوافد على البحر والشواطئ أعداد معتبرة من العنابيين والسياح من مختلف ولايات الوطن طلبا لأجواء مريحة وتمضية عطلة الصيف في ظل الظروف الملائمة والتي توفرها عنابة لسياحها ومصطافيها كل موسم صيفي. رغم اضرار الشمس والحرارة إلا أن شواطئ عنابة لا تخلو من المصطافين على مدار الساعة رغم أن موسم الصيف لا يخلو من المخاطر الخاصة التي تستدعي حذر المصطافين الذين من مساوئ الموسم الصيفي خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة التي أثرت بشكل مباشر مما أدى إلى تهافت المصطافين من كل حدب وصوب على شواطئ عنابة التي تستقبل أولى أفواج المواطنين مع الساعات الأولى للنهار فعنابة رغم ذلك لا تزال شواطئها بفضل مجمل الإجراءات التي اتخذتها السلطات المعنية من خلال برامج التهيئة والتحسين الحضري الذي ضمنت في إستراتيجيتها الكورنيش العنابي وشواطئ ريزي عمر، فلاح رشيد والخروبة التي شهدت أشغال تزفيت وتأهيل للطريق المؤدي لها، بالإضافة إلى عمليات برمجت لتنظيف الشاطئ من النفايات والأوساخ التي سجلت على مستوى رماله ومياهه، في حين عرفت أشغال التحسين الحضري بشاطئ ريزي عمر وفلاح رشيد خطوات معتبرة جعلت هذه الأمكنة أكثر إقبالا من طرف سكان عنابة بغرض النزهة وتمضية أوقات للراحة والاستجمام على مقربة من هذه الشواطئ الأكثر شعبية. البحر ملاذ المصطافين بعنابة شكل البحر هذه الصائفة الملاذ الأول لجل شرائح المصطافين الذي لم يفضلوا أي شيء آخر عن المياه ورمال الشواطئ التي امتدت على طول الشريط الساحلي للولاية شهدت على إثره على غرار شاطئ ريزي عمر فلاح رشيد الخروبة توافدا معتبريأتي كذلك شاطئ القطارة الذي سجل هو الآخر بسبب قربه من المدينة إقبالا منقطع النظير لمختلف المصطافين، للتمتع بجمال هذا الشاطئ كونه يستدعي الإقبالا الواسع نظرا لوقوعه على مسافة جد قريبة من كافة المرافق العمومية بالمدينة بالإضافة إلى طبيعة مختلف الشواطئ المقصودة بعنابة والمذكورة آنفا والتي تتمتع بمزايا فريدة كعمقها المحدود وخلوها من الصخور الخطرة التي من شأنها تهديد سلامة المصطافين. المخيمات الصيفية بالشواطئ تطبع أجواء عنابة بقوة كل صيف سجلت المخيمات الصيفية التي استضافت مئات الأطفال بعد الانتهاء من الموسم الدراسي حضورا مميزا عبر شواطئ عنابة طبعت الجو الصيفي لهذه الولاية الرائدة في المجال السياحي حيث وفرت هذه المخيمات بعنابة الجو المناسب لنسبة معتبرة من الأطفال للاستفادة من كل الظروف السانحة سيما وأنها توفر كل أساليب الراحة والاستجمام مع ضمان كل سبل الأمن لهؤلاء المصافين الصغار، في الوقت الذي ستسمح مثل هذه البرامج الترفيهية الصيفية بالتأقلم مع مختلف أوجه الطبيعة والمناخ في فصل الصيف الذي يختلف عن باقي الفصول الأخرى. سمك عنابة الطازج يستهوي الكثيرين على الشاطئ والكورنيش العنابي أضحى طبق السمك المحلي بعنابة أكثر الوجبات المطلوبة على مطاعم الكورنيش خاصة مع أوقات المساء أين يزيد الإقبال على المأكولات البحرية بمختلف أنواعها خلال الموسم الصيفي بعدها يفضل الزبائن الانطلاق في جولات مشيا على الأقدام للتمتع بالبحر أو حتى التسلل إلى مياه الشواطئ ليلا لأخذ نصيب من الانتعاش وسط أجواء الصيف الساخنة. الأسماك الطازجة هي أولوية الوافدين إلى كورنيش عنابة خاصة وأن مياهها الإقليمية لم تبخل على السكان بشتى أنواع الأسماك التي لطالما استهوت المطبخ الساحلي . أسعار كراء الشقق والفنادق تسجل أرقاما قياسية صيفا نظرا لارتفاع أسعار كراء الشقق المحاذية للبحر وكذا الفنادق الموجودة على مستوى الشريط الساحلي العنابي والتي تبقى قياسية، يفضل معظم زائري عنابة وسياحها الإقبال على الشواطئ في الصباح الباكر والرحيل مع نهاية المساء رغم أن الرحلة شاقة إلا أن شواطئ عنابة لا تزال تسحر مرتاديها ليعودوا في اليوم التالي أو خلال الأسبوع ذاته غير مبالين بمشقة السفر والتنقل اليومي المهم قضاء أوقات ممعتة على البحر ومحاولة انتهاج سياسة اقتصادية تجنبهم أسعار كراء الشقق والفنادق التي أضحت تستنزف الملايين خاصة وأن جل الوافدين من السياح من الطبقة المتوسطة والذين تشكل لهم هذه المصاريف عبئا ثقيلا هم في غنى عنه، ليختاروا في الأخير التنقل أسبوعيا أو يوميا لشواطئ عنابة. سلبيات التمتع بمياه البحر المنعشة، هرج ومرج السياح والشواطئ تعاني رغم أن توافد المصطافين والسياح على شواطئ عنابة يوفر للمدينة انتعاشا اقتصاديا وازدهارا للسياحة بها إلا أن الآثار السلبية تبقى بلا منازع تهدد نظافة الشواطئ العنابية وسلامة مياهها.فالازدحام ومخلفات المصطافين التي ترمى يوميا على الشواطئ منذ الساعات الأولى للصباح وإلى غاية المساء تجعل من هذه الأخيرة بؤرة للتلوث وانتشار مختلف الأمراض، ليبقى وعي المصطاف أولا وأخيرا الكفيل بتجنب هذه السلبيات لأن صحة وسلامته مرتبطتين بسلوكاته على الشاطئ وبمياه البحر لأن المحافظة على البيئة مسؤولية الجميع.