أمام الحرارة التي تجتاح مختلف مناطق الوطن يتزايد إقبال المصطافين على شواطئ بجاية، حيث يتوافد الآلاف من المواطنين القادمين من مختلف ولايات الوطن على أكبر شواطئ عاصمة الحماديين من أجل الاستمتاع برمالها الذهبية • إن لم تستطع لحد الآن مصالح الحماية المدنية تقدير عدد المصطافين الذين أقبلوا على شواطئ بجاية خلال الأربعة أيام الأخيرة، فإن العدد يقدر بالآلاف، وقد وجد الكثير من المواطنين الذين جاؤوا من الولايات المجاورة، كسطيف، البويرة، برج بوعريريج وتيزي وزو صعوبة كبيرة للعثور على مكان في موقف السيارات بالشواطئ، كما شوهدت مئات الحافلات بعضها قادم من الولايات البعيدة تحمل المئات من التلاميذ الذين ملؤوا الشواطئ ولم يتركوا مكانا فارغا••• صور رومانسية جميلة جدا صنعها هؤلاء في شواطئ تيشي وأوقاس وسوق الإثنين وملبو وغيرها، وتبين من خلال الوضعية التي تتواجد فيها الشواطئ أن البلديات بذلت مجهودات معتبرة لتنظيفها وتهيئتها بالشكل الذي يروق للسواح ويسر الناظرين العابرين للطريق الوطني رقم 09 المحاذي لشواطئ الشريط الساحلي الشرقي، حيث كثيرا ما يتعمد مستعملو السيارات التوقف على جانب الطريق لمشاهدة الحركة في الشواطئ، وحسب سكان مدينة تيشي السياحية فإن كل ما يحتاج إليه السائح المحلي والأجنبي قد تم توفيره من ماء ومواد غذائية ومختلف المستلزمات الضرورية والكمالية التي يمكن أن تجلب السواح إلى المنطقة، ويطمح هؤلاء المواطنون الذين تأطروا في الحركة الجمعوية إلى إعادة تلك الصورة الجميلة التي كان يصنعها الأوروبيون بالمنطقة خلال سنوات السبعينات والثمانينات، ويكشف هؤلاء المواطنين أن تيشي هي المدينة الوحيدة على مستوى الولاية التي لا تعاني من أزمة الماء وتتوفر حتى على أبسط الحاجيات التي يحلم بها السياح دون استثناء. والقادم إلى بلدية تيشي يتأكد أن لا فرق بينها و مدينة الحمامات أو جزيرة جربه بتونس، حيث المناظر الرائعة التي تتوفر عليها تيشي من جبال شاهقة وجميلة تجعلها المدينة التي يحلم بها الرومانسيون• وبعيدا عن تيشي بكيلومترات قليلة شواطئ أوقاس تستقطب الآلاف من السطايفية وكثيرا ما يصفها سكان المنطقة بحي سيدي الخير. شاطئ أوقاس الذي لا يختلف في جماله عن نظيره شاطئ تيشي، وهو عبارة عن شريط مستقيم وطويل يمتد على مسافة تتجاوز الكيلومتر• وبالنسبة لهياكل الاستقبال، فإن المدن السياحية الأربع تيشي، أوقاس، سوق الإثنين وملبو تتوفر في مجموعها على أكثر من 50 فندقا وعدد منها مصنف ضمن فئة الأربعة نجوم، بالإضافة إلى فندق الجرف الذهبي الذي يشبه مدينة سياحية صغيرة مفتوحة على البحر، إلى جانب إقامات الياسمين واللوز ببلدية بوخليفة التي تمنح كل شروط الراحة للمصطافين ، وبالنسبة لفئة الشباب فإن دار الشباب بتيشي هي الملجأ المفضل لأبناء الجزائر الذين يأتون من النقاط الأربع وحتى من أعماق الصحراء•