استفحلت بمدينة عنابة في الآونة الأخيرة ودون سابق إنذار تفشي ظاهرة انتشار عربات الخضر والفواكه عبر الكثير من المناطق والمحاور الرئيسية وسط المدينة أولمبيا، شارع ابن باديس، معطار لخضر، عميروش، حي الورود، حي الأبطال، جبانة ليهود، طريق ALM. إن لم نقل أغلب شوارع عنابة التي لا يخلو منها من عربات الخضر والفواكه ناهيك عن الأسواق العشوائية المنتشرة هنا وهناك مشرعين لأنفسهم حق الامتياز واحتلال النواحي دون ضوابط قانونية متسببين في شل حركة المرور لسيارات والراجلين عبر الأرصفة والتي باتت محتلة بأكملها من طرف هؤلاء الباعة العشوائيين، معرضين حياة الكثير من المواطنين إلى مختلف الأخطار جراء صعوبة المرور والعبور ضاغطين عليهم لقطع الطريق والمرور منه نظار لأكوام الصناديق الموضوعة على الأرصفة، فارضين منطقهم وقوانينهم على الكل، دون الأخذ بالاعتبارات الإنسانية المنظمة لهذا الشأن، الأمر الذي شكل مأساة حقيقية للمواطن العادي فما باتت هذه الظاهرة تؤرق وتنغص الحياة اليومية للعديد من المواطنين جراء الصراخ والضجيج المتواصل والدائم على مدار يوميات هؤلاء بالإضافة إلى الصراعات الناجمة عن سوء التفاهم بين أصحاب العربات في احتلال واختيار المكان. أين أضحى المواطن في هذا الشأن ضحية ممارسات عشوائية لا حيلة له في هذا الموضوع في حين لم تتخذ الجهات المحلية لمدينة عنابة أية إجراءات ردعية لمنع هؤلاء من مزاولة نشاطهم خارج الإطار القانوني بالرغم من القرارات المتخذة سلفا لمنع أي نشاط تجاري بالشوارع وقارعة الطرق باعتباره عملا غير شرعي، سيما وأن هذه الظاهرة آخذة في التعاظم ككرة ثلج مع الصمت المطبق للجهات المعنية لمدينة عنابة كما تحمله مثل هذه الظواهر السلبية من مخاطر قد تكون لها عوائق وخيمة على الجبهة الاجتماعية، مشوهة بذلك الطابع الجمالي والمدني لحظيرة مدينة معروفة باسم جوهرة الشرق الجزائري وعروس البحر المتوسط. وأضفت عليها من خلال ذلك مظاهر الترييف والبداوة مشرعنة بذلك التجاوزات في حق المواطن من خلال السكون والهروب إلى الأمام دون تكليف أية جهة قانونية بحماية الناس من عواقب مثل هذه الممارسات التي لا يقبلها لا العقل والقانون، الأمر الذي يتطلب إعداد ترتيبات على أعلى مستوى للنظر في هذا الأشكال والذي بات النقطة السوداء لمدينة عنابة في غياب الأولويات في مكافحة مثل هذه الظواهر وتداعياتها على أكثر من صعيد والتكفل بها إلى غاية القضاء على مثل هذه الأسواق العشوائية والفوضوية في آن واحد. بن عامر أحمد