استفادت بلدية الطاهير التي تبعد بحوالي (11) كلم عن عاصمة ولاية جيجل من غلاف مالي يفوق (15) مليار سنتيم وهو المبلغ الذي سيخصص للتكفل بمشاغل مواطني هذه البلدية وما أكثرها ومحاولة تحريك عجلة التنمية بهذه البلدية التي تعد أكثر من (80) ألف نسمة . وحتى وان كانت المشاكل المطروحة على طاولة المجلس الشعبي البلدي للطاهير كثيرة ومتعددة ولاتكفي أضعاف المبلغ المذكور لمعالجتها الا أن هذا الأخير ارتآى ترتيب الأولويات من خلال تخصيص الغلاف المالي المتوفر لمعالجة المشاكل الأكثر حدة والتي لها انعكاس مباشر على حياة مواطني البلدية وفي مقدمتها مشاكل المياه والتطهير اضافة الى التهيئة الحضرية وشق الطرقات التي تعد مطلبا أساسيا لسكان العديد من التجمعات السكانية خاصة تلك التي أنجزت حديثا والتي لازالت تعاني من غياب التهيئة الخارجية وهو ماانعكس بشكل مباشر على الحياة اليومية لروادها خاصة في فصلي الشتاء والصيف أين تبلغ معاناة هؤلاء ذروتها . والى جانب تركيزه على أهم المشاكل المطروحة واعطائها الألولوية في الإستفادة من المبلغ المذكور فقد عمل المجلس الشعبي لبلدية الطاهير على مراعاة مبدأ المساواة بين الأحياء والمناطق في تقسيم هذا المبلغ وذلك تلافيا لمبدأ الإقصاء والجهوية التي تعاملت بها بعض المجالس السابقة والتي عمّقت أكثر من حجم الهوة بين سكان البلدية وأدخلتهم في صراعات وتحالفات جهوية خطيرة لازالت آثارها ماثلة للعيان الى حد الآن رغم رحيل الوجوه التي كانت وراء ترسيخ هذه الإيديولوجية المنبوذة . هذا وتعد بلدية الطاهير من أكبر بلديات ولاية جيجل من حيث الكثافة السكانية حيث بلغ تعداد ساكنتها حسب احصاء سنة (2008) أكثر من ثمانين ألف نسمة أغلبهم يقيمون بالمناطق الحضرية وهو التعداد الذي فرض جملة من التحديات على مسؤولي هذه البلدية الصناعية سيما في مجال السكن الذي يبقى أحد أهم الملفات التي تؤرق هؤلاء المسؤولين وذلك على الرغم من البرامج السكنية العديدة التي استفادت منها بلديتهم خلال الفترة الأخيرة والتي عجزت عن امتصاص العجز المسجل في هذا المجال ولو أن كل هذا لايمكن أن يحجب الرؤية عن عشرات المشاريع التنموية التي تحققت بهذه البلدية الصاعدة وكذا تلك التي تنتظر التجسيد قريبا على غرار النفق الأرضي الذي يجري الإعداد لتشييده على مستوى وسط مدينة الطاهير بتكلفة مالية تفوق الثلاثين مليار سنتيم والذي سيساهم لامحالة في معالجة ظاهرة الإكتظاظ المروري التي نغّصت على سكان عاصمة البلدية حياتهم . م/مسعود