أثقلت مصاريف المواسم المتتالية كاهل العائلات الجزائرية وأفرغت جيوبهم وأرغمتهم على صرف مبالغ إضافية لتحقيق الاكتفاء الذاتي رغما لتلبية متطلبات الحاجيات اليومية المرتبطة بالمواسم والأعياد والفواتير تداخل المواسم وتزامنها يخلطان أوراق الجزائريين تزامن شهر رمضان لهذه السنة وانتهاء العطلة الصيفية لعديد العائلات الجزائرية التي اضطرت للعودة إلى منازلها لقضاء الشهر الفضيل وسط أجواء حميمية وطقوس رمضانية أفسدها غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار وزادت فواتير الماء والكهرباء والغاز والكراء الطين بلة ما جعلهم يجدون أنفسهم أمام أزمة خانقة يدق ناقوس خطرها السندان وبغية تقليص حجم المبالغ الباهظة لجأ العديد من الجزائريين إلى الاستدانة في حين لجأت عائلات أخرى إلى بيع أو رهن حليها وبعض ممتلكاتها لاقتناء مستلزمات العيد من ملابس الأطفال والأحذية والحلويات وباقي المتطلبات المتعلقة بالاحتفال بهذا الموسم الذي يأتي مباشرة بعد الشهر الفضيل والذي تكون فيه العائلات قد استنزفت كل ما لديها من أموال لإرضاء متطلباته من مأكل ومشرب إضافة لطقوسه الدينية التي تستوجب هي الأخرى مبالغ لإرضائها. نيران الأسعار ترتفع والجيوب تفرغ من الدينار عرفت الجزائر غلاء فاحشا في الأسعار هذه السنة التي ارتبطت بتزامن المواسم الدينية وتواليها ما فتح أبواب النيران التي تشتعل في الأسواق والأروقة التجارية وأظهر المضاربون سياساتهم المنتهجة لاحتكار السوق واستغلال المواطنين الذين وجدوا أنفسهم أمام حتمية الشراء رغم الارتفاع الفاحش لمختلف الأسعار سواء تلك المتعلقة باللحوم والخضر والفواكه أثناء الشهر الفضيل أو تلك المتعلقة بأثمان الملابس والأحذية ومقتنيات العيد هذا ولم تنته رحلة الجزائريين المثقلة بالاقتناء والإخضاع لالتهاب الأسعار بل لا تزال متواصلة لتستقبل منذ النصف الثاني من الشهر الفضيل موسم الدخول المدرسي المكلل بقائمة الأدوات المدرسية خاصة المآزر والكراسي المختلفة الأحجام وهو ما شكل أزمة حقيقية للعائلات ذات الدخل الضعيف والمتوسط والعائلات كثيرة العدد. فرحة العيد تباغتها فواتير الماء والكهرباء والغاز والعائلات الفقيرة في أزمة ورغم ما حصدته هذه العائلات حتى عشية العيد من خسائر زائدة عن مدخولها بسبب ما ذكر من احتكار المضاربين في الأسواق واستنزافهم واستغلال تزامن ثلاثة مواسم وهي شهر رمضان الفضيل وعيد الفطر والدخول المدرسي إلا أن فرحة العيد وككل سنة لم تكتمل بسبب مباغتة فواتير الماء والكهرباء والغاز وحتى الكراء ما زاد الطين بلة لتكون العائلات الجزائرية خاصة الفقيرة رهينة أزمة مصاريف خانقة لا أول ولا آخر لها. سلوى لميس مسعي