عثر عشية أمس الأول على زوجين مغتربين بفرنسا مذبوحين من الوريد إلى الوريد بمقر سكناهما الواقع بمحاذاة المركز التجاري نوميديا وبالتحديد عند مفترق الطرق بنهج بوزراد حسين. اكتشاف جريمة القتل البشعة التي راح ضحيتها المدعو"ب.ربيع" البالغ من العمر 62سنة المنحدر من ولاية خنشلة وزوجته المسماة "ن.مسعودة" المكناة "دليلة" صاحبة ال57سنة من عمرها والمنحدرة من بلدية البسباس بولاية الطارف تعود تفاصيلها إلى الشكوك التي راودت أم الزوجة الضحية بعد اختفائها المفاجئ مدة أسبوع وعدم ردها على المكالمات الهاتفية الواردة إليها من قبل العائلة والتي دفعت بها لإخطار ابنها للتنقل إلى مقر سكن أخته في الطابق الثامن لعمارة بالمكان السالف الذكر والذي كثيرا ما تتردد إليه رفقة زوجها وأبنائها الأربعة لقضاء العطلة الصيفية لتفقدها حيث وفور وصول الأخ إلى المنزل في حدود الساعة الثانية زوالا يوم الخميس تفاجأ برائحة كريهة منبعثة من الداخل سارع على إثرها بإخطار المصالح الأمنية المختصة التي تنقلت على جناح السرعة إلى مسرح الحادث مرفوقة بعناصر الشرطة العلمية ووحدات الحماية المدنية التي تدخلت في حدود الساعة الثانية وعشرين دقيقة ليتم فتح باب الشقة بإتباع الإجراءات القانونية اللازمة ليصنع مسرح الحادث الخبر الذي نزل كالصاعقة على أهل الضحيتين عقب العثور على الزوجة بمطبخ المنزل غارقة في دمائها بعد أن أجهز عليها بالذبح من الوريد إلى الوريد بعد تعرضها للضرب المبرح على كامل جسدها في حين وجد الزوج مقتولا بنفس الطريقة البشعة بغرفة الاستقبال كما وجدت أثار للدم على جدران المطبخ مع وجود أدوات مبعثرة في كامل أنحاء المنزل وبحضور وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة تم تحويل الجثتين المنتفختين اللتين وجدتا في حالة جد متقدمة من التعفن إلى مصلحة الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي ابن رشد بعد اتخاذ تصوير مسرح الجريمة من قبل الفرقة الجنائية والشرطة العلمية التابعتين لأمن ولاية عنابة واتخاذ كامل الإجراءات القانونية والأمنية في انتظار تشريح جثة الضحيتين من قبل الطبيب الشرعي بوصول تسخيره وكيل الجمهورية المختص لإفادة الجهات المعنية بالتحقيق بتقارير طبية مفصلة عن طبيعة الوفاة وظروفها، من جهتها باشرت مصالح الأمن تحقيقاتها المعمقة باستدعاء أقارب الضحية وجيرانهم لكشف ملابسات القضية وفك لغز الجريمة وتحديد هوية الجاني أو الجناة. عمار صهر الضحية "الربيعي" للآخر ساعة لا نملك عداوات مع أحد وليست لدينا أي فكرة حول هوية المجرمين صرح صهر الضحية الربيعي السيد عمار في اتصال مع آخر ساعة بأن أقرباء وأهل الضحيتين اللذين قتلا غدرا ثالث أيام العيد وسط مدينة عنابة لا يملكون أية فكرة حول هوية المجرمين الذين نفذوا اعتدائهم بكل وحشية دون شفقة ولا رحمة ولا حتى مراعاة للمشاعر الإنسانية مؤكدا في معرض حديثه مع الجريدة أن أخته وزوجها لا يملكان أية عداوة مع أحد وهو اللغز الذي يبقى يطرح نفسه حول من قتل دليلة والربيعي ؟؟ وما الأسباب وراء ذلك ؟؟؟. شهودو عيان لآخر ساعة: سيارة مجهولة تحمل ترقيم ولاية خنشلة ترددت على موقع الجريمة أكثر من مرة ذكر شهود عيان من مسرح الجريمة نهار أمس أنهم لاحظوا سيارة بيضاء مجهولة تحمل ترقيم ولاية خنشلة كانت تتردد باستمرار على موقع الجريمة قبل وقوع الحادثة في حين لاحظوا أن الأشخاص الذين كانوا على متنها تحدثوا مع المقتولين في أكثر من مناسبة حلوا فيها ضيوفا على بيت الضحيتين وهي المعلومات نفسها التي يتداولها جيران الضحيتين مما يؤكد فرضية القتل المتعمد من طرف أشخاص مقربين حسب تصريحات الشارع المحلي بعنابة. الحاجة فطيمة : والدة الضحية "دليلة" لآخر ساعة "ابنتي قتلت ظلما ولن يغمض لي جفن حتى أرى المجرمين بين أيدي العدالة" حين وجدناها في مسرح الجريمة وسط عنابة كانت في حالة يرثى لها فهول الصدمة كان أقوى بكثير من أن تتحملها وهي التي شارفت على الثمانين من العمر والدة الضحية دليلة "الحاجة فطيمة" سقطت مغمى عليها حين رأت بأم عينها ابنتها وصهرها مذبوحين والدماء قد غطت مختلف أنحاء جسميهما فما كان علينا في اليوم الموالي إلا التنقل إلى بيت العزاء الذي أقيم ببلدية البسباس غرب ولاية الطارف وهو مسقط رأس الزوجة وذلك لتقديم واجب العزاء كما تمليه الشريعة والواجب الأخلاقي أين التقينا هناك بأهل الضحيتين المقيمتين بعنابة وقالمة وخنشلة حيث ارتأينا أمام الجمع الغفير من المعزين الحديث مع والدة الضحية التي تحدثت إلينا والدموع تنهمر من عينيها قائلة "ابنتي قتلت ظلما ولن يغمض لي جفن حتى أرى المجرمين بأم عيني وأسألهم لماذا قتلوا فلذة كبدي وزوجها المسكين إنهما بريئان من هؤلاء الوحوش لأنهما لا يعرفان أحدا بهذه الفظاعة وكيلهم ربي وكل ما أدعو به الله أن يتم القبض عليهم ويفنوا داخل السجن ليكونوا عبرة لكل من لا يعتبر". أبناء الضحيتين وحفيديهما "ياسين" و"إلينا" يصلون اليوم إلى الجزائر من المنتظر أن يحل اليوم أو غدا على أقصى تقدير أبناء الضحيتين الأربعة فريدة أسماء صالح وجميلة وأحفادهما ياسين وإلينا على أرض الوطن قادمين من العاصمة الفرنسية باريس عبر رحلة جوية قادمة من العاصمة الفرنسية باريس إلى مطار هواري بومدين بالعاصمة ثم في رحلة داخلية إلى مطار رابح بيطاط الدولي بعنابة وذلك لحضور الجنازة بعد أن تم إخبارهم بذلك ليلة اكتشاف الجريمة مما أدخلهم حسب أهل الضحية في حالة من الهستيريا نظرا لهول الجريمة التي لم تكن في الحسبان. السفارة الجزائرية بباريس تسهل عودة أبناء الضحيتين وحسب ما علمنا من مصادر مطلعة فإن القنصلية العامة بباريس سهلت أمس إجراءات تنقل أبناء الضحيتين الأربعة وحفيدهما الذين يكانوا حسب آخر المعلومات التي وردتنا أمس قد غادروا أرض الوطن في آخر رحلة متوجهة إلى العاصمة الفرنسية باريس قبيل عيد الفطر المبارك بعد أن أمضوا قرابة الشهر والنصف بين أحضان العائلة بمدينتي عنابة والطارف المتجاورتين أين قضوا شهر رمضان الفضيل مع والديهما بشقتهم الكائنة بشارع مركز الأعمال نوميديا وسط مدينة عنابة. "الربيعي" وزوجته "دليلة" كانا سيغادران أرض الوطن يوم 19 سبتمبر بحرا ذكرت مصادر مطلعة للجريدة أمس أن تاريخ عودة الضحيتين إلى منزلهما الكائن بشارع 9 Ville La Guarene وسط العاصمة الفرنسية باريس كان مقررا يوم 19 سبتمبر من الشهر الحالي في رحلة بحرية انطلاقا من ميناء عنابة باتجاه مدينة مرسيليا جنوبفرنسا أين كان من المتفق أن يكون في استقبالهما هناك أخ الضحية دليلة المدعو رضا والمقيم بفرنسا منذ سنوات. الحاج العربي الصديق المقرب للعائلة: زارونا ليلة العيد ولم تكن نعلم أنها ستكون الليلة الأخيرة. لم يتحمل خبر وفاة صديقيه المقربين فأجهش بالبكاء عمي العربي وعائلته بواد القبة يعتبران الصديقين المقربين للعائلة التي حرصت في لقاء لهما بآخر ساعة أن دليلة وزوجها قاما بزيارتهما ليلة العيد وهي آخر زيارة كانت لهما منذ ذلك الحين حيث يقول عمي العربي "ودعتهما ولم أكن أدري أنها ستكون ا لليلة الأخيرة لقد كانا طيبين جدا وليست لديهم أية عداوات مع أحد اتصلت بهما مرارا وتكرارا في ثالث أيام العيد بعد أن وعدتهما بزيارتهما لكن هاتف دليلة يرن ولا أحد يجيب. العثور على جوازي السفر والأموال ومفاتيح السيارة يستبعد فرضية السرقة في رحلة جمعنا للمعلومات الكافية حول ظروف وملابسات الجريمة النكراء أكدت لنا مصادر مطلعة على سير التحقيقات التي باشرتها مصالح فرقة الإجرام التابعة لأمن عنابة أنه قد تم العثور على كامل مقتنيات الضحيتين بما في ذلك الأموال بعملتي الدينار والأورو وكذا جوازي السفر والوثائق الشخصية إضافة إلى مفاتيح السيارة من نوع"passat" سوداء اللون تحمل ترقيم باريس كانت مركونة منذ ثالث أيام العيد أسفل العمارة وهو الأمر الذي يؤكد حسب مصادرنا أن تاريخ الجريمة يعود إلى أربعة أيام مضت قبل اكتشاف الحادثة أمس الأول وذلك في حدود الساعة الواحدة والنصف زوالا وهي الأدلة التي تستبعد في مختلف الظروف فرضية السرقة التي يتداولها الشارع المحلي بولايتي عنابة والطارف. عمارة فاطمة الزهراء /جميلة معيزي