إن الزائر لسوق كاميروسي المعروفة بسوق النساء وسط سكيكدة وكذا اللاجئ لمحطة محمد بوضياف من أجل الحصول على وسيلة نقل يدرك جيدا أن الداخل لهذين المكانين غير آمن بعدما أن أصبحا وكرا للاعتداءات والسرقات بأنواعها .فسوق النساء والتي تقام كل اثنين أصبحت مرتعا للبحث عن المصروف السهل من خلال دس الأيدي في حقائب المتسوقات وكذا نهب الباعة وبسبب التواجد الكثيف للمتسوقين والازدحام الناتج عن فوضوية نشر البضاعة وعرضها تتحول النساء وحتى الرجال إلى هدف سهل للصوص كي يدرسوا أيديهم بجيوبهم وحقائب أيديهم للاستيلاء على النقود المخصصة للتبضع والهواتف النقالة ورغم وجود أفراد من الشرطة على مشارف السوق إلا أن غيابهم بمناطق الازدحام وعدم قدرتهم على التواجد بكل السوق الواسعة والمترامية أطرافها جعل اللصوص يجدون سهولة في اصطياد ضحاياهم وكثيرا ما وقعوا في أيدي رجال الشرطة لكنهم في أحيان أخرى يتمكنون من الهرب بسبب صراخ ضحاياهم أو بعد الاستيلاء على حافظة النقود أو هاتف نقال ليختفي السارق في زحام يصعب فيه تتبعه والقبض عليه. الوضع بمحطة نقل المسافرين محمد بوضياف ليس مختلفا بل قد يكون أسوأ حيث يشتغل اللصوص ساعات الذروة والاكتظاظ بتجمع الناس وهذا يكون بداية من الرابعة مساء حيث تقل الحافلات ويكثر عدد المسافرين فبمجرد وصول حافلة يتدافع إليها الناس ليدخل اللصوص بينهم ليمارسوا هواية دس اليد في الحقائب والجيوب وقاصدي المحطة يوميا لهم من حكايات الاعتداء بالمئات . أما الشيء المخزي فهو تواجد متعاطي المخدرات والحبوب المهلوسة بالمحطة فتجدهم يتمايلون بسلوكات منحرفة وكلمات نابية يتلفظون بها أمام النساء والعائلات خاصة بداية من الساعة الرابعة مساء فلا يحترمون أحدا إلى درجة أن عشرات الأشخاص يفضلون توقيف الحافلات بنقاط التوقف الأخرى عوض محطة المسافرين المحتاجة فعلا إلى أعوان أمن ورجال شرطة بكثافة لاسيما خلال ساعات المساء لتنظيم دخول الحافلات ومنع التدافع ومن جهة أخرى إغلاق الأبواب أمام اللصوص والمنحرفين في استغلال الوضع والسرقة والتحرش بالعائلات والنساء اللواتي يقفن محرجات أمام سلوكات يندى لا الجبين دون رادع . وتحدث العديد من المسافرين أن تعرضهم للسرقة لا يدفعهم بتقديم بلاغ لمصالح الأمن خوفا من تأخر الوقت لاسيما في ظل نقص وسائل النقل ورغم أن مصالح الأمن ألقت مرارا القبض على عدد من اللصوص والمنحرفين آخرها رجل راح يصرخ بألفاظ نابية وسط المحطة إلا أن تواجد عناصر الأمن والشرطة يطمئن المواطنين ويشعرهم أن تأخر الوقت مع تأخر الحافلة هين ما دام في حماية الشرطة القريبة منه. حياة بودينار