يعيش سكان الأكواخ والبيوت القصديرية بحي سيدي حرب ظروفا اجتماعية قاسية للغاية بسبب الصعوبات اليومية التي يواجهونها في مجال السكن سيما من جانب الانعدام الكلي لشروط الحياة في التلال والمرتفعات التي يقطنون بها مثلما هو الشأن بمحتشد سيدي حرب رقم 02 حيث لا يزال السكان يناشدون المسؤولين في كل مرة بتمكينهم من سكنات اجتماعية في أقرب الآجال. وفي السياق ذاته أعرب العديد من مواطني الحي الفوضوي عن تذمرهم واستيائهم الشديد من التأخر في تجسيد برنامج القضاء على السكن الهش ببلدية عنابة حيث أكد من تحدثنا إليهم أن عملية الترحيل الجماعي التي قامت بها السلطات المحلية بداية العام المنصرم في إطار التخلص من البيوت القصديرية بمنطقة سيدي حرب لم تظل سوى أزيد من 100 عائلة حيث هدم قرابة 150 بيتا قصديريا وترحيل قاطنيها إلى سكنات اجتماعية بحي بوحديد المجاور لحيهم . وأشار سكان البيوت القصديرية بمحتشد سيدي حرب رقم 02 بان عملية ترحيلهم إلى سكنات جديدة لم تشملهم بعده وحسب المشتكين فإن العديد منهم يقطنون تلة سيدي حرب المجاورة للمقبرة منذ ما يقرب العقدين وإيداعهم لملفات الحصول على سكنات اجتماعية يرجع تاريخها إلى فترة استيطانهم بالحي إلا أن معاناتهم تبقى مستمرة حيث لا يزال السكان يقيمون في أكواخ أشبه بالأقبية والكهوف القديمة لا تقيهم البرد القارس أو الأمطار الغزيرة. بالإضافة إلى انعدام مسالك ترابية تسهل تنقل المواطنين إلى خارج الحي سيما النساء وكبار السن وكذا الأطفال المتمدرسين وفي نفس الصدد يطرح السكان مشكل آخر وهو انتشار الأمراض المزمنة بالحي وفي مقدمتها أمراض الحساسية والربو وكذا الأمراض الجلدية بسبب وجود الأكواخ القصديرية في مساحات مرتفعة حيث تسب البرد القارس وكثافة الرطوبة داخل البيوت في إصابة العديد من السكان بتلك الأمراض وبالأخص لدى النساء الحوامل والأطفال الصغار . وتعرف منطقة سيدي حرب انقطاعات متكررة في التردد الكهربائي في المنازل تكاد تكون شبه يومية بسبب الأعطاب المتكررة في شبكة توصيل الكهرباء وفي هذا الإطار أبلغنا البعض بان سكان الحي غالبا ما يواجهون الظلام الدامس في البيوت خلال موسمي الخريف الشتاء حيث يضطرون إلى إشعال الشموع في كل مرة نتيجة الأمطار الغزيرة والرياح العاتية التي تتسبب في كثير من الأحيان في إتلاف المحولات الكهربائية المتواجدة بالمرتفعات . من جهة أخرى تشهد المنطقة فيضانات كبيرة خلال فصل الشتاء حيث تتسرب مياه الأمطار والأوحال إلى داخل المنازل فضلا عن إنجراف الأتربة مع كل ما يترتب عن ذلك من مخاطر صحية وصعوبات في تنقل المواطنين خصوصا وأن عددا من المنازل تحاذي واد الصرف الصحي « واد الصفصاف « حيث يعبر أحياء الضاحية الغربيةبعنابة والذي عادة ما يفيض مجراه بمنطقتي بوحديد وسيدي حرب . هذا ويشهد الحي المذكور آنفا جملة من المشاكل الإضافية لعل أبرزها غياب الإنارة العمومية وتفشي جرائم السرقة والاعتداء على الأشخاص ويرجع السكان سبب ذلك إلى الأوضاع الاجتماعية القاهرة باعتبار العديد من شباب الحي محروما من أدنى متطلبات الحياة وعاطلين عن العمل . ويطالب سكان الأكواخ القصديرية بمحتشد سيدي حرب رقم 02 من المسؤولين تمكينهم وعائلاتهم من سكنات لائقة ضمن برنامج القضاء على السكن الهش تساهم في إنهاء معاناتهم المريرة في مجال السكن ياسين لعمايرية