على اعتبار أن الأغلبية كبار سن يقارب بعضهم سن ما فوق السبعين. لكن رغم هذا فلم تشفع لهم هذه الوضعية الحرجة في تفادي طوابير الوقوف المضني ككل شهر وموجات الازدحام وطول الانتظار الذي كاد لا يفارق هذا الموعد. فجل المعنيين يتسابقون لسحب السيولة النقدية وتحديدا بنفس التوقيت خاصة في الفترة الصباحية في محاولة منهم لقضاء احتياجاتهم بأسرع وقت ممكن وتوفير ميزانية الشهر التي تعتبر المصدر الوحيد للأغلبية منهم والتي تعتمد على منحة التقاعد للعيش وتوفير ثمن الدواء وجميع المصاريف الأخرى لكن لسوء حظ هؤلاء تبقى ظاهرة الفوضى والاكتظاظ تعيد نفسها وأمام شبابيك أو آلات السحب الآلي التي تظل هي الأخرى مقصد المعنيين ومنذ الساعات الأولى للصباح. وقد أوضح لنا أحد المتقاعدين أنه وتفاديا للطوابير التي لا تنتهي يلجأ إلى مركز البريد القريب من مقر سكناه ابتداء من الساعة السادسة صباحا ليتوجه في بادئ الأمر إلى أجهزة السحب الآلي المتوفرة خارج المركز البريدي، وإن لم يحصل على سيولة بهذه الأجهزة، فهو يضطر لحجز مكان أمام بوابة مركز البريد أملا في أن يكون ضمن الصف الأول الذي سيقوم بسحب السيولة مع بداية النهار. ورغم أن أجهزة السحب الآلي كانت ملاذا لنسبة معتبرة من المتقاعدين تفاديا للكم الهائل منهم بشبابيك السحب، إلا أن الفترة الصباحية لموعد تسديد مستحقات المتقاعدين تعرف إقبالا واسعا على أجهزة السحب الآلي فيما تبقى بعد ذلك مراكز البريد لا تسع هؤلاء، في ظل تواصل المعاناة خاصة الوقوف والتي يكابدها المتقاعدون لساعات من أجل حصولهم على منحتهم في حين أن ظروفهم الصحية لا تسمح لهم بتكرار هذه العملية كل شهر بمجرد تنقلهم إلى مراكز البريد. لكن رغم كل شيء، يبقى السبيل الأساسي للقضاء على هذه الظاهرة مع نهاية كل شهر رهين الآلية الناجعة للتحكم نهائيا في إشكالية الطوابير وطول الإنتظار الذي قارب على النيل من المتقاعدين بشكل رهيب، في الوقت الذي لجأ فيه الكثير منهم إلى تأخير موعد تحصيلهم لمستحقاتهم بمراكز البريد ليوم أو يومين حتى يتم لهؤلاء تفادي ونهائيا كابوس الطوابير أمام شبابيك وأجهزة السحب الآلي بمراكز البريد. ياسرا بكاي