طوابير البريد لا تنتهي شهدت مراكز بريد عديدة على مستوى العاصمة أمس نقصا في السيولة المالية بسبب الإقبال المتزايد للمواطنين على سحب رواتبهم، على اعتبار أن الظرف يتزامن مع نهاية الشهر، ما اضطر كثيرا منهم العودة أدراجهم إلى حين يتم تزويد تلك المراكز بالكم الكافي من السيولة. * وقد تفاجأ عدد من أصحاب الحسابات الجارية بالعاصمة عندما قصدوا مراكز البريد في الساعات الأولى لصبيحة أمس، باستحالة سحب الأموال من حساباتهم بسبب نقص السيولة المالية، ومنهم من أجبروا على تغيير صكوكهم واستبدالها بأخرى لأنها كانت تحمل قيمة مالية تتجاوز 20 ألف دج، مما جعلهم يعبرون على استيائهم، ومنهم من رفضوا تغيير الصكوك التي أودعوها على مستوى الشبابيك، بحجة أنهم بحاجة إلى مبالغ مالية محددة لقضاء بعض الحاجيات الضرورية، لأنهم لا يمكنهم بأي حال من الأحوال أن يسحبوا أقل مما يحتاجونه فعلا. * كما أجبر بعض أصحاب الحسابات الجارية على العودة في الفترة المسائية على أمل أن يتم ضخ الأموال الكافية في المراكز البريدية التي قصدوها، ومنهم من راح يبحث عن مراكز أخرى تبعد بكثير عن مقر سكناهم بغية سحب الأموال اللازمة، خاصة وأن الظرف يتزامن مع نهاية الشهر وهي الفترة التي عادة ما يتلقى فيها الموظفون رواتبهم، كما أنها تعد مرحلة جد حساسة بالنسبة للأسر البسيطة التي تعيش على راتب محدد، ذلك أنها تكون بأمس الحاجة لسحب تلك الرواتب من أجل تأمين قوتها، واقتناء المستلزمات الضرورية. * وزد على ذلك فإن الأزمة المالية التي عاشتها بعض المراكز البريدية أمس، تزامنت مع نهاية السنة، وهي مناسبة تميل بعض الأسر إلى إحيائها كل حسب إمكانياته، كما أنها تزامنت أيضا مع انقضاء العطلة الشتوية بالنسبة للمتمدرسين، حيث يضطر الأولياء إلى تزويد أبنائهم بما ينقصهم من أدوات مدرسية أو ملابس بما يمكنهم من استئناف الدراسة من جديد، ناهيك عن المصاريف المتعلقة بتسديد فواتير الكهرباء والماء وكذا الهاتف. * علما أن نقص السيولة المالية كان عادة ما يتزامن مع المناسبات الدينية، خصوصا عيد الفطر حيث تلجأ مصالح البريد والمواصلات إلى تمديد فترات عمل مراكزها لتشمل أيام نهاية الأسبوع، وكذا ساعات ما بعد الدوام بغرض تلبية طلبات كافة أصحاب الحسابات الجارية، الذين يقارب عددهم 10 ملايين شخص. * وقد سبب شح السيولة على مستوى عدد من المراكز البريدية للعاصمة حالة من الاضطراب والقلق من أن تستمر هذه الأزمة إلى غاية اليوم، مما سيجبر أصحاب الحسابات الجارية على الانتظار إلى غاية يوم السبت من أجل سحب الأموال الذين يحتاجونها، على اعتبار أن غدا الخميس هو عطلة مدفوعة الأجر بالنسبة لموظفي القطاع العمومي. * * بوفنارة يقلل من شأن ندرة السيولة بمراكز البريد * * أرجع نور الدين بوفنارة، المكلف بالإعلام ببريد الجزائر في اتصال معه أمس الخلل الذي تشهده عادة المراكز البريدية إلى رفض بعض أصحاب الحسابات الجارية عند سحب أموالهم الحصول على أوراق نقدية من فئة 200 دج، بسبب الحالة المتدهورة التي آلت إليها، وبأن أغلبهم يفضلون الحصول على الأوراق النقدية من فئة 1000 دج، مؤكدا بأن السيولة المالية متوفرة على مستوى مختلف المراكز البريدية، وبأنه لم يتم طرح هذا الإشكال أمس، وقال بأن هيأته تنتظر أن يفي بنك الجزائر بوعده، من خلال سحب الأوراق النقدية من فئة 200 دج من التداول في أقرب وقت، وقال بأن عملية إحصائها وتصنيفها تتسم بكثير من الصعوبة، بسبب اضطرار أعوان البريد الذين يتم تجنيدهم ما بعد الدوام إلى ارتداء القفازات والأقنعة، خوفا من أن تطالهم الجراثيم. *