وقد وجدت الشرطة نفسها مضطرة للتدخل نهاية الأسبوع الماضي من أجل فك الخناق المضروب على مدخل بنك الفلاحة والتنمية الريفية لبلدية الميلية وذلك في ظل الطوابير الكبيرة التي تشكلت على مستوى الساحة المقابلة لهذا البنك وهي الطوابير التي تجاوز طولها المائة متر مما يفسر الفوضى الكبيرة التي تسببت فيها هذه الطوابير التي عرقلت حتى حركة السيارات على مستوى المحور المحاذي للبنك المذكور .وقد عبر أغلبية المتقاعدين الذين اعتادوا قبض معاشاتهم من هذا البنك عن تذمرهم من هذه الوضعية التي جعلتنا يقول أحدهم أضحوكة للجميع كيف لا يضيف هذا المتقاعد ونحن الذين أصبحنا نقضي الساعات الطوال أمام البنك دون أن نحصل على فلس واحد من مستحقاتنا التي تعبنا وشقينا من أجل الحصول عليها وهو الكلام الذي تكرر على ألسنة الكثير من أقران هذا المتقاعد والذين أعربوا من جهتهم عن غيضهم الشديد من هذا الوضع الذي لم يجد له بنك التنمية الريفية حلا عاجلا رغم تأثيراته الكبيرة التي جعلت بعض المتقاعدين القاطنين بالمناطق البعيدة يقضون ساعات طويلة من الليل أمام البنك علهم يظفرون بمكان متقدم في الطابور اليومي الذي يتشكل تلقائيا أمام مدخل البنك فيما اضطر البعض الآخر منهم لإيجاد مكان يبيت فيه على مستوى مدينة الميلية وضواحيها حتى يصل باكرا إلى الطابور الذي يبدأ في التشكّل منذ الساعات الأولى للصباح أو بالأحرى منذ الساعة الرابعة فجرا رغم لسعات البرد التي لا يتحملها حتى صغار السن فما بالك بشيوخ في العقد السابع أو الثامن من العمر . هذا ويبقى اللغز الأكبر في كل ما يحدث ببنك التنمية الريفية لبلدية الميلية هو غياب إجابة شافية من قبل القائمين على هذا الأخير بشأن التذبذب الحاصل في تسوية معاشات المتقاعدين الذين أفنو اأجمل أيام عمرهم بالمهجر وهو فتح المجال أمام الشائعات والتفسيرات التي تقاطعت إلى حد بعيد مع تلك الشائعات التي صاحبت أزمة السيولة التي عرفتها ولا تزال تعرفها بعض مكاتب البريد بالولاية (18) وهو مازاد في قتامة المشهد على مستوى هذا البنك الذي حوّل حلم عشرات المتقاعدين في التمتع بأموالهم القادمة من وراء البحر إلى كابوس مرعب . م/مسعود