اهتزت مدينة عنابة أمس الأول على وقع وفاة أول مواطن أب لستة أبناء جراء المظاهرات والاحتجاجات الساخطة التي اشتعل فتيلها بشوارع وأحياء مدينة عنابة نتيجة اختناقه بالغاز المسيل للدموع حيث لفظ أنفاسه الأخيرة بحي 11 ديسمبر 1960 “ جبانة اليهود “ وحسب ما أوردته مصادر موثوقة لآخر ساعة فإن الضحية المدعو “ ص .ب “ البالغ من العمر 77 سنة أصيب بحالة اختناق شديدة أثناء تفريق قوات الأمن لحشود المتظاهرين بالحي الشعبي “ لوريروز “ بينما كان الضحية متواجدا بالقرب من مسكنه بحي 11 ديسمبر 1960 المحاذي للمنطقة الساخنة. وحسب ما أبلغنا به أقارب الضحية ومن ضمنهم “ جمال” ابن المرحوم فإن أباه المريض بمرض الربو أصيب مساء يوم ال 8 جانفي 2010 بحالة اختناق شديدة ناتجة عن الضباب المتكاثف للغاز المسيل للدموع والمنتشر في كامل أرجاء الحي أين لفظ أنفاسه الأخيرة بعين المكان قبل أن يقوم عدد من المواطنين بنقله على جناح السرعة إلى المركز الصحي الجواري العربي خروف أين أدخل غرفة الإنعاش جثة هامدة في حدود الساعة الرابعة والنصف من ذلك اليوم. وقد شيعت جنازة المرحوم بمسجد بوزراد حسين بحي جبانة اليهود وسط حشود غفيرة من المواطنين قبل أن يواري مثواه الأخير بمقبرة سيدي حرب. الثالث عثر عليه جثة متفحمة داخل فندق تعرض للحرق بتيجلابين ببومرداس وكشف وزير الداخلية دحو ولد قابلية عن جرح أكثر من 700 رجل أمن و 63 متظاهرا إلى جانب توقيف أكثر من ألف شاب في المواجهات. هذا وشهد الحي الشعبي “ لوريروز” بمدينة عنابة موجة جديدة من انتفاضة الشباب الغاضب الأمر الذي اضطر القوات الأمنية المختصة إلى استعمال مكثف للقنابل المسيلة للدموع بعدما حاول المئات من المتظاهرين عبر أحياء المدينة اجتياز شارع “ لوريروز” للوصول إلى وسط المدينة بغرض تخريب الممتلكات العامة والمقرات الحكومية إلا أن محاصرة قوات مكافحة الشغب وتطويقها للجماهير الغاضبة حالت دون تمكينهم من تحقيق مبتغاهم على الأقل بوسط مدينة عنابة. ياسين لعمايرية