ذكرت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية أمس الأحد أن عدد الجثث في بنغازي ربما تجاوز200 إضافة إلى 1000 جريح, وتحدثت تقارير عن استعمال الجيش الليبي للمروحيات لقمع المتظاهرين، وقال شهود عيان إن هناك قصفاً عشوائياً يستهدف الرجال والأطفال والنساء في بنعازي حيث يحاصر المتظاهرون نجل الزعيم الليبي الساعدي، وتبذل القوى الأمنية محاولات لإخراجه من المدينة. وكانت منظمة «هيومان رايتس» تحدثت الأحد عن سقوط 104 أشخاص قتلوا خلال الانتفاضة الشعبية في حملة أمنية شرسة شُنت رداً على احتجاجات مناهضة لحكومة القذافي. ودفع هذا القمع الدامي نحو 50 من علماء المسلمين في ليبيا إلى إصدار «نداء عاجل» أرسل إلى قوات الأمن بهدف وقف عمليات القتل. وضم النداء الذي أوردته وكالة «رويترز» علماء الدين والمفكرين وزعماء العشائر من طرابلس وبني وليد والزنتان وجادو ومسلاته ومصراته والزاوية وبلدات وقرى أخرى بالمنطقة الغربية. وناشد خلاله هؤلاء جميع المسلمين سواء داخل النظام أو خارجه أن يقوموا بمساعدة الأهالي العزل ووضع حد للمجازر المرتكبة في حق المتظاهرين. وفي ظل تعتيم إعلامي فرضته ليبيا بعد أن قطعت الإنترنت وعطلت بشكل جزئي خدمات الاتصالات ومنعت دخول المراسلين ووسائل الإعلام الأجنبية والمحلية لتغطية الأحداث تبقى حصيلة المواجهات مفتوحة وقابلة للارتفاع. و شيع صباح أمس الليبيون بمدينة بنغازي 18 شخصا قتلوا برصاص حي من قبل قوات الأمن وقوات مرتزقة، في حين واصلت القوات الليبية رمي المتظاهرين بالمدينة بالقذائف المضادة للطيران التي تعرف محليا باسم «م ط»يأتي ذلك وقد اتسعت دائرة الاحتجاج لتشمل مدنا بشرق ليبيا وغربها. ونقلت الجزيرة نت إن شوارع المدينة تزدحم بالمتظاهرين الذين ازداد تمسكهم بمطلبهم بإسقاط النظام، مؤكدا أن عشرات الجثث ما زالت مسجاة في الشوارع، ويعجز المتظاهرون عن سحبها بسبب وابل الرصاص الكثيف الذي يطلق عليهم. وبينما توالت الأنباء عن انضمام العديد من ضباط الجيش إلى صفوف المواطنين ورفضهم إطلاق النار على المتظاهرين، قال شهود عيان إن سيارات مدنية تخرج من كتيبة الفضيل (محل إقامة الزعيم الليبي معمر القذافي في بنغازي) في ساعات الليل وترمي المارة بالشوارع الرئيسية بالرصاص الحي، وتتردد إشاعات عن وجود عمليات إنزال في مطار بنينا الدولي لمرتزقة أفارقة مسلحين. وقال شهود عيان إنه بسبب حالة الفراغ الأمني الذي تعيشه مدينة بنغازي، فقد تولى عدد من شباب المدينة تسيير حركة المرور، كما قام آخرون بتنظيم لجان وطنية شبابية تتكون من لجان تغذية وطب ونظافة وإعاشة وجمع تبرعات لمساعدة أهالي المدينة على الصمود ونقلت قناة الجزيره في خبر عاجل أن أكثر من 50 ألف متظاهر يتوجهون إلى منزل القذافي في الزاويه لمحاولة إحراقه. وميدانيا, بدأت المظاهرات في أحياء قرجي وغوط الشعال بالعاصمة الليبية طرابلس, فيما قال شهود عيان أنه تم اعتقال مجموعة من الشباب من بنغازي اعمارهم 14 سنة ونقلهم الى طرابلس لتعذيبهم وأوضحوا أن القتل في بنغازي يتم بشكل عشوائي حيث تم إطلاق النار على عائلة فقتل جميع أفرادها وهم في سيارتهم. وقالت صحيفة ليبيا اليوم أن الكتائب الأمنية في بنغازي وبالتحديد ( كتيبة الفضيل بو عمر ) تقمع المتظاهرين بالأسلحة الثقيلة مثل آر بي جي وهو سلاح يستعمل كمضاد للدبابات ، والعربات الثقيلة ، وكذلك سلاح ...م ط وهو سلاح يستعمل كمضاد للطائرات . وذكر مصدر موثوق أن الشباب لا يملكون أية أسلحة تستحق الرد عليها بهذه الأسلحة، علما بأن بنغازي لازالت تواجه مجزرة كبيرة لايمكن وصفها . ولتعزيز القدرات الإجرامية، وصل عبد الله السنوسي أبرز مساعدي القذافى إلى مطار بنينة برفقة كتيبة مقاتلة تضم نحو 1000 افريقى، طبقا لما أكدته مصادر من داخل المطار ردود أفعال باهتة والمجتمع الدولي يتفرج على المجزرة بدت الردود الدولية على ما يجري في ليبيا خجولة ومترددة إلى حد كبير، وكان أبرزها من بريطانيا التي وصف وزير خارجيتها وليام هيغ قمع المتظاهرين الليبيين بأنه «مروع وغير مقبول»، في حين قال رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني إنه لا يريد «إزعاج» الزعيم الليبي معمر القذافي بشأن حركة الاحتجاجات. وبدورها دعت كندا ليبيا إلى إجراء «حوار سلمي» مع المتظاهرين وعبر وزير خارجيتها لورانس كانون عن «قلقه البالغ» من القمع الذي تمارسه السلطات ضدهم كما ناشد الحكومة الليبية «احترام الحقوق المتعلقة بحرية التعبير والتجمع، والبدء في حوار سلمي مع مواطنيها للرد على مخاوفهم المشروعة». ورغم تصاعد العنف ضد المحتجين في ليبيا وأنباء تحدثت أمس عن قتلى بالعشرات واحتمال وصول العدد الإجمالي إلى نحو 200 خلال يومين، فلم يصدر أي رد عن الولاياتالمتحدة باستثناء تعبير رئيسها باراك أوباما الجمعة عن قلقه إزاء «التقارير عن العنف في البحرين وليبيا واليمن»، واستنكاره لاستخدام العنف ضد المحتجين المسالمين «في هذه الدول وفي أي مكان يحدث فيه». وبدورها اكتفت تركيا بالإعلان أنها تتابع مجريات الأحداث في ليبيا، كما ركز بيان صادر عن الخارجية التركية على الإجراءات المتخذة لضمان أمن المواطنين الأتراك على الأراضي الليبية. أما رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني فرد على تساؤل صحفي أول أمس بشأن الأحداث في ليبيا قائلا إن الوضع يتطور باستمرار وإنه لا يريد «إزعاج» الزعيم الليبي معمر القذافي في هذا الشأن