تتسارع أحداث المظاهرات المناهضة لنظام معمر القذافي في ليبيا، في وقت تقول فيه بعض المصادر أن 115 ليبي لقوا حتفهم في مناطق مختلفة من البلاد·في ظل التعتيم الإعلامي المضروب على مختلف أنحاء ليبيا، ترجح مصادر أن عدد ضحايا الأحداث بلغ 115 في حين تقول مصادر أخرى إن 84 حالة قتل مؤكدة· وفي بنغازي ثاني كبرى المدن الليبية قال شهود أن قوات الأمن أطلقت النار في الهواء أمس السبت، لتفريق حشد كان يشيع محتجين قتلوا في أسوأ اضطرابات على مدار أربعة عقود من حكم الزعيم الليبي معمر القذافي، في وقت تحدثت فيه مصادر عن سقوط بنغازي بن أيدي المتظاهرين· وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش أن قوات الأمن الليبية قتلت 35 شخصا في بنغازي بشرق البلاد في ساعة متأخرة مساء أول أمس الجمعة، في أسوأ ليلة من حيث العنف منذ أن حاولت الاحتجاجات هذا الأسبوع محاكاة الانتفاضتين في تونس ومصر المجاورتين لليبيا· وقال أحد سكان بنغازي إن مواجهات وقعت بين تجمهر كبير وقوات الأمن بعد تشييع بعض الذين قتلوا· وقال الرجل الذي لم يرغب في الكشف عن هويته إن المشيعين ''حاولوا مهاجمة قوات الأمن ولكنهم هربوا بعد أن سمعوا أعيرة تطلق في الهواء''. وقالت المنظمة الحقوقية ومقرها نيوريوك، إن تقديرها لعدد القتلى يرتفع بذلك إلى 84 بعد ثلاثة أيام من الاحتجاجات التي تركزت في المنطقة المضطربة المحيطة ببنغازي التي تقع على بعد ألف كيلومتر إلى الشرق من العاصمة طرابلس·وقال عبد الله الورفلي، رجل الدين البارز في بنغازي، إن لديه قائمة تشمل 16 شخصا دفنوا، أمس السبت، معظمهم أصيبوا بطلقات في الرأس والصدر· وأضاف أنه شاهد بنفسه دبابة تسحق شخصين في سيارة· ونشرت صحيفة قورينا الخاصة التي تصدر من بنغازي، والمرتبطة بأحد أبناء القذافي، أن 24 شخصا قتلوا في بنغازي أول أمس الجمعة· وأضافت أن قوات الأمن فتحت النار لمنع محتجين يهاجمون مقرات الشرطة وقاعدة عسكرية، حيث توجد مخازن للأسلحة· وأضافت أن ''الحرس اضطر لاستخدام الرصاص في مواجهة المحتجين للحيلولة دون وصولهم إلى تلك المخازن''· ولم تصدر الحكومة أي أرقام عن القتلى والجرحى أو تدل بأي تعليق رسمي عن العنف· وقال نعمان بن عثمان وهو معارض إسلامي سابق إن الحكومة تجري محادثات مع زعماء قبليين في بنغازي في محاولة لتهدئة التوترات· ولكنه قال إنه إذا قررت السلطات إعادة النظام بالقوة، فإن ذلك سيحدث بقسوة· وصرح أحد سكان بنغازي يقطن قرب وسط المدينة إن دوي طلقات الرصاص كان يسمع ليل الجمعة، وأن المحتجين هاجموا محطة الإذاعة التابعة للدولة القريبة من منزله وألحقوا بها أضرارا· وتابع ''سمعت دوي إطلاق رصاص حتى منتصف الليل· هوجمت محطة الإذاعة··· لا نعلم ماذا سنفعل''· وأضاف أن معظم السكان يلزمون منازلهم ويخشون الخروج منها· وقال الشاهد إن قوات الأمن في الشوارع ترتدي قبعات صفراء على خلاف الزي المعتاد للشرطة أو الجيش الليبي· وأضاف ''ليسوا ليبيين''· وقال مصدر أمني إن الاشتباكات لا تزال جارية في المنطقة بين بنغازي ومدينة البيضا على بعد نحو 200 كيلومتر، حيث قال سكان المدينة إن قوات الأمن قتلت العشرات خلال 72 ساعة الماضية· وصرح المصدر ''الوضع في المنطقة الشرقية من البيضا إلى بنغازي تحت السيطرة بنسبة 80 في المئة·· أضرمت النار في عدد من مراكز الشرطة أو أتلفت''· ومضى قائلا ''أرجوكم لا تصدقوا ما تذكره الإذاعات ومحطات التلفزيون الأجنبية· معلوماتها ليست دقيقة''· ومنع صحفيون أجانب من دخول ليبيا منذ بدء الاضطرابات وحظر على صحفيين محليين السفر إلى بنغازي· وتكرر انقطاع الخدمة عن خطوط الهاتف المحمول في المدن الواقعة بشرق البلاد· ونشرت صحيفة الزحف الأخضر التابعة للدولة مقالا يبعث برسالة تحد لمعارضي النظام أفادت بأن الشعب أكثر إصرارا على مواجهة التحديات وجميع المؤامرات التي ''تحيكها أمريكا والصهيونية وخونة الغرب''· الثورة الليبية تبتكر شعاراتها وتتحدى القذافي بدا واضحا أن العقيد معمر القذافي الذي عمّر طويلا في الحكم، قلق على مستقبل نظامه منذ لحظة سقوط حليفه وصديقه التونسي زين العابدين بن علي، وقد قالها صراحة للشعب التونسي ''لن تجدوا أفضل من الزين''· وفي الوقت الذي كان يخاطب فيه التوانسة، خاطب العقيد ضمنيا الليبيين وحاول التأكيد لهم ''لن تجدوا أفضل من معمر''· وشعر بالخطر أكبر عندما سقط جاره الشرقي مبارك، وعندما أعلن بعض الشباب الليبي عن حركة غضب بداية من 71 من هذا الشهر، أدرك بالفعل أن الأمر جدي وحاول استباق الأحداث بالخروج في مسيرة مؤيدة له، لكن الأحداث انفجرت بالفعل في بنغازي وغيرها، وخرج ممثلو النظام القائم بشعارات من قبيل ''نحن جيل بناه معمر (القذافي) واللي يتحدانا يتدمر''، ولم تخل الشعارات من مهاجمة قناة الجزيرة الفضائية وقد اقتبس بعضهم مقولة الزعيم الشهيرة ''طز في أمريكا'' وأصبح يردد ''طز في الجزيرة'' بينما هتف آخرون ''يا جزيرة يا حقيرة·· معمر ما نبغي غيره''· ولم يتردد التلفزيون الليبي الرسمي في بث مسيرات مؤيدة للنظام على مدار الساعة ويقول أنها من مختلف أنحاء البلاد، وبالمقابل تجاهل بشكل كلي المجازر التي حدثت في حق المتظاهرين المعارضين· لكن بالمقابل كانت المواقع الاجتماعية على غرار ''اليوتيوب'' و''تويتر'' و''الفيسبوك'' تبث مسيرة مختلفة تماما عما حاول الإعلام الرسمي ترويجه، وكان مشهد تحطيم نصب يمثل الكتاب الأخضر في مدينة بنغازي يمثل قمة الرفض الرمزي للنظام وتحديه، وأصبحت تلك الفيديوهات رغم رداءة الصورة تمثل مصدرا أساسيا لكبرى القنوات الإخبارية التي تحاول جاهدة نقل المشهد الليبي في ظل الحصار المفروض على المتظاهرين وتنبّه النظام بعد ذلك للأمر وعمد إلى قطع الأنترنت حتى لا تظهر الصورة التي لا يريد للعالم مشاهدتها، ومع ذلك نجح المتظاهرون في الترويج لخطاب مختلف وهم يصرخون في مختلف المناطق الليبية، معلنين تضامنهم مع المتظاهرين المناهضين للنظام من أهل بنغازي المتمردة قائلين ''والله والله عن بنغازي ما نتخلى''، وزيادة على شعارات أخرى مناهضة للنظام مقتبسة من الثورة التونسية والثورة المصرية، فإن بعضهم ابتكر شعارات جديدة خاصة بالثورة الليبية مثل: ''ارحل يعني حل·· الشعب الليبي مل'' و''يا بو خيمة···· الشعب الليبي مش بهيمة''· ردود أمريكا قلقة وفرنسا تحذر أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن قلقه العميق من الأحداث الجارية في ليبيا· كما طلبت فرنسا من رعاياها هناك توخي الحذر والابتعاد عن أماكن تلك المظاهرات حفاظا على سلامتهم· إلى ذلك ناشد مهاجرون ليبيون في النرويج وسائل الإعلام العالمية تسليط الأضواء على ما وصفوه بانتهاكات قالوا إن السلطات تمارسها في حق ليبيين عزل يطالبون سلميا بالتغيير· كما استنهضوا شباب ليبيا ''لافتكاك حقوقهم''· بريطانيا: النظام استعمل أسلحة ثقيلة لقتل المتظاهرين في لندن قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج إن لديه تقارير تفيد بأن أسلحة ثقيلة ووحدات من القناصة استخدموا ضد المتظاهرين· وأضاف في بيان ''هذا أمر غير مقبول بشكل واضح ومروع''· نظام القذافي يقطع الأنترنت قُطعت اتصالات الأنترنت في ليبيا بحسب ''أربور نيتووركس'' الشركة المتخصصة بمراقبة حركة الأنترنت، وقالت الشركة التي يوجد مقرها في الولاياتالمتحدة إن القطع حدث بشكل فجائي عند حوالي الساعة الثانية فجراً بالتوقيت المحلي أمس السبت، مشيرة إلى أن اتصالات الأنترنت كانت مضطربة أصلاً خلال نهار أول أمس الجمعة·