في كل دول العالم وبقاع الدنيا والديمقراطيات العريقة والحديثة تجد أن المعارضة هي المكان الطبيعي للتداول على المناصب أو السلطة وإبداء الرأي والرأي الآخر إلا في الجزائر فالمعارضة منذ ظهورها للوجود شرعيا بعد أحداث أكتوبر 1988 تتفنن في الديكتاتورية وعشق الكراسي لحد الجنون مما جعل هذة الأحزاب محترفة في قمع الرأي المخالف و إقصاء كل من تسول له نفسه نقد الزعيم تلميحا أو تصريحا إلى درجة أن أي جزائري يستطيع أن يولع سيجارة «نسيم» و يبدأ في شتم النظام من أعلى هرم السلطة إلى أعلى رتبة في الجيش دون أن يتعرض له أي كان لكن لا أحد يجرؤ على أن يتكلم على بلخادم الأمين العام للأفلان بأية كلمة ولو حدث أن شم «بلطجية» الحزب العتيد رائحة المؤامرة ستكون نهاية أي مناضل مهما كان مأساوية. وإن كانت ديكتاتورية الأفلان أرحم من جبروت السعيد سعدي الذي أصبح هو الأرسيدي والأرسيدي هو الدكتور سعدي حيث لم يتنح من الحزب منذ 1990 والذي لم يعجبه الوضع يشرب من «زيقاوات» واد الحراش ومع هذا فالدكتور يتحدث عن التداول والديمقراطية وتغيير النظام،وزعيمة حزب العمال التي عمرت في الحزب لمدة 21 عاما هي آخر من تتكلم عن الاحتكار إلا أن احتكارها للحزب محليا ووطنيا وبرلمانيا وماليا لا تضاهيه أية ديكتاتورية فهي الزعيمة تقريبا لمدة تقارب ما حكمة زين العابدين لتونس وعاصرت مبارك الذي تنحى وبوضياف وكافي وزروال وقبلهم بن جديد وجميعهم رحل وبقيت حنون ومثلها سعدي وجاب الله الذي لولا الحبيب آدمي وبعده جهيد يونسي لبقي زعيما إلى الأبد ، ونحناح رحمه الله الذي لولا انتقاله للرفيق الأعلى لما وصل بوقرة سلطاني للسلطة والأرندي قصته معروفة مع التغيير بعد الإطاحة ببن بعيبش وفي مقابل هذه الديكتاتوريات الكبيرة والصغيرة الإسلامية والوطنية فإن السلطة أرحم بكثير من هؤلاء وأولئك لأنها على الأقل رأينا فيها أكثر من 05 حكومات و03 رؤساء وثلاث عهدات برلمانية وأميار أشكالا وأنواعا . إن الرأي العام الجزائري تيقن بأن السلطة أفضل بكثير من الأحزاب التي باعت القضية منذ زمن وقدمت لنا منتخبين من كوكب آخر وبالتالي لو خير الشعب بين ديكتاتورية السلطة والأحزاب لأختار دون تردد الخيار الأول. يوغرطة