وقال مدلسي في حوار مع جريدة «لكسبريسيون» أن الوضع في ليبيا يتميز بانهيار السلطة، «ما يستدعي تسليط الضوء أكثر على الخطر الإرهابي المرتبط بالأحداث في ليبيا ، خاصة بعد انفلات الرقابة على انتشار الأسلحة وعدم خضوعها لأية مراقبة». ونبه مدلسي إلى أن الجزائر سبق وان حذرت المجتمع الدولي من تزايد ضرر الإرهابيين وصعوبة إدارة المشكلة حينها، «قائلا أن «المنطقة ستمر بزلزال مع انتشار الأسلحة، ويعني هذا أن الأمر لن يخص ليبيا فقط وإنما كل دول الجوار وبالخصوص الجزائر حتى لو إننا نشعر بأننا هزمنا الإرهاب لكن نبقى حذرين». وأضاف المتحدث، التدخل الأجنبي في ليبيا، جزء من تفاقم المشكلة من حيث أنه سوف يقدم للإرهابيين مبررا للقيام بأعمال إرهابية «، وأكد أن روسيا ودولا أخرى تتقاسم نفس النظرة مع الجزائر. وبخصوص العلاقات بين الجزائر و فرنسا، قال مدلسي أنها لوثت بالعديد من المشاكل سيما قضية الدبلوماسي الجزائري حسني و قضية رهبان تيبحيرين بالإضافة إلى مسألة الذاكرة» مضيفا أن قضية حسني «قد تم تسويتها» أما قضية تيبحيرين «فقد تم التلميح بأن الجزائر مسؤولة عن مقتل الرهبان». وأشار أن «هاتين المسألتين اللتين حجبتا الأمور نوعا ما قد تم تسويتهما بالعودة إلى الحقيقة.و هذه الحقيقة تحظ باعتراف الجانب الفرنسي. ودعا مدلسي، باريس إلى الاعتراف ب»أخطاء ارتكبت في حق الجزائر» التي تكبدت ما يكفيها من شريك تاريخي مثل فرنسا، موضحا بخصوص الذاكرة بأنها «تبقى مطروحة بيننا». أما اقتصاديا، فأكد السيد مدلسي أن الجزائر تسعى إلى حجم اكبر من الاستثمارات، وقال أن فرنسا من بين الشركاء الأكثر تأثيرا ضمن الاتحاد الأوروبي تلقى الشريك الفرنسي الرسالة، لأن تنويع الاقتصاد بالنسبة للجزائر ليس هدفا اقتصاديا فحسب و إنما سياسيا في نفس الوقت». أما ما تعلق بالعلاقات مع المغرب اعتبر الوزير أن تبادل الزيارات الثنائية على المستوى الوزاري «تصب نحو تعزيز مسار التطبيع» بين البلدين. وكشف أن وزير الشباب و الرياضة المغربي منتظر في الجزائر بعد أيام، وأضاف أن هناك رزنامة مشتركة تخص قطاعات التربية الوطنية و التعليم العالي و الفلاحة» غير انه نفى أن تكون هذه الوثبة ترمي إلى فتح الحدود البرية بين البلدين. قائلا «لم نبعث الوزراء للعمل حول مسألة الحدود و إنما لتطوير علاقات التعاون القطاعية» معتبرا أن الأمر يتعلق «بإجراءات سياسية واسعة النطاق قد تسمح لنا بتسوية كل المشاكل الأخرى» و أن الحدود «لا يمكن أن تبقى مغلقة إلى الأبد». ليلى.ع