أكد وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي أن إعادة فتح الحدود الجزائرية-المغربية ''ليست واردة في جدول الأعمال''، مضيفا أن الجزائر ''لم تفوض أحدا لمناقشة هذه المسألة'' وأن بلادنا تسعى إلى تطوير العلاقات الثنائية مع المغرب، حيث تم بهذا الخصوص الاتفاق على تبادل زيارات وزارية مبرمجة خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، تخص قطاعات أخرى مثل الفلاحة والتربية والتعليم العالي والرياضة. وفي تصريح صحفي على هامش حفل نظم على شرف المرأة الجزائرية أول أمس، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أكد السيد مدلسي بشأن التعاون بين البلدين أن هناك ''بداية تنفيذ على ضوء الزيارة التي قامت بها مؤخرا وزيرة الطاقة والماء المغربية''. مشيرا إلى أن ''المسار قد تمت مباشرته وسنجلس حول الطاولة لنرى كيف يمكننا التعاون''. وفيما يتعلق بملف الصحراء الغربية، أوضح أنه يتم التكفل به على مستوى الأممالمتحدة وأن ''الجزائر لها نفس موقف الأممالمتحدة فيما يتعلق بمسألة الصحراء الغربية'' وأن ''ذلك يعني أنه لدينا رؤيتنا وللمغرب رؤيته''. وبخصوص الوضع في ليبيا أبرز السيد مدلسي انشغال الجزائر والعالم العربي والمجموعة الدولية، مضيفا أن ''هدف البعض والبعض الآخر هو توقف العنف الذي يجب أن يتيح الفرصة لليبيين للتحدث فيما بينهم''. وأكد الوزير أن موقف الجزائر وموقف الجامعة العربية رافض ل''أي تدخل أجنبي''. موضحا أنه ''يجب أن نعطي فرصا لليبيين لإيجاد حلول لبلدهم''. وحول هذا الموضوع حذر وزير الشؤون الخارجية في حوار نشرته جريدة ''وول ستريت'' في عددها الصادر يوم 7مارس من احتمال استغلال الاضطرابات الخطيرة التي تشهدها ليبيا من قبل جماعات إرهابية بمنطقة الساحل، من خلال استعمال هذا البلد كقاعدة خلفية للإرهاب. وقال السيد مدلسي إن ''هناك حركة كبيرة جدا للأسلحة على التراب الليبي ونخشى أن يتم استعمال هذه الأسلحة لأغراض لا تكون ليبية بل وقد يتم استغلالها من قبل جماعات إرهابية على مستوى منطقة الساحل''. واستطرد السيد مدلسي قائلا إنه ''من الجوهري بالنسبة لنا أن لا تتم عرقلة الجهود التي بذلناها (في الجزائر) لمكافحة الإرهاب والجهود التي نواصل بذلها جراء تطورات تهدف إلى زعزعة الاستقرار في بلد جار''. وقال الوزير إنه لهذه الأسباب كلها ولأن الأمر يتعلق أيضا ب''بلد شقيق وجار تربطه علاقات عريقة مع الجزائر''، فإن الجزائر مستعدة لمرافقة كافة المبادرات الدولية الرامية إلى وقف سفك الدماء ولكن دون تدخل مباشر. وأوضح الوزير يقول إن ''احترام مبدأ عدم التدخل (...) موقف ثابت للسياسة الجزائرية، وهو مبدأ أساسي بالنسبة للديبلوماسية الجزائرية (...) التي لم تتدخل ولو لمرة عندما تدهورت الأوضاع في تونس ثم في مصر وأخيرا في ليبيا''. وبعد أن اعتبر انه ''من الضروري'' حاليا ''وقف العنف'' وتقديم ''مساهمة قوية'' في الجهود الرامية لتفادي خطر وقوع أزمة إنسانية حقيقية في المنطقة، أبرز السيد مدلسي مساهمة الجزائر ''الملموسة'' على مستوى الحدود الجزائرية الليبية والحدود التونسية الليبية من خلال استقبال ومساعدة اللاجئين من مختلف الجنسيات. ويذكر أنه منذ بداية الأزمة عبر الآلاف من الرعايا الجزائريين والأجانب الحدود الجزائرية الليبية، بينما تقوم الجزائر حاليا بإرسال مساعدات إنسانية إلى الحدود التونسية الليبية لصالح اللاجئين الأجانب. وأكد السيد مدلسي أن ''الوضع يبعث على القلق وبالتالي كل ما يمكننا القيام به (الجزائر والبلدان العربية الأخرى) سيتم فعله لتخفيف الضغط على البلدان المجاورة من حيث استقبال اللاجئين ومساعدتهم''. وعن سؤال حول وجود محادثات عربية للقيام ب''وساطة من أجل إيجاد حل سلمي للأزمة في ليبيا''، ذكر السيد مدلسي بمحتوى التوصيات الصادرة عن عدة اجتماعات للجامعة العربية بهذا الصدد والتي تمخض عنها ''موقف عربي موحد''. وأكد أن ''البلدان العربية التي سجلت بتأثر كبير القمع الشديد الذي تعرض له المدنيون الذين كانوا في البداية يأملون التظاهر بشكل سلمي، تعتبر أن الأمر العاجل اليوم هو وقف العنف الذي ينبغي أن يؤدي إلى فتح حوار بين كافة الليبيين المعنيين بمستقبل بلدهم''. كما أشار إلى أن وزراء الخارجية العرب قرروا أن تبقى مشاوراتهم ''مفتوحة'' من أجل تشجيع ''كل جهد يمكن للبلدان العربية أن تبذله في اتجاه فتح هذا الحوار الذي يأملونه كثيرا''. وخلص السيد مدلسي في الأخير ألى أن ''هذا الحوار وهذا الحوار فقط وحده كفيل بضمان عودة الأمن والحفاظ على ما هو أهم: سلامة ووحدة هذا البلد''، مؤكدا أن الموقف العربي يتميز بقاسم آخر مشترك وهو احترام مبدأ عدم التدخل.