معاناة حقيقية وكارثية يعيشها يوميا تلاميذ العديد من المناطق النائية الريفية بتراب ولاية تبسة حيث يجبر هؤلاء البراعم الصغار على مسايرة ظروف قاهرة وسط عوامل طبيعية قاسية قاطعين يوميا مسافات طويلة قد يعجز الكبار عن مسايرتها إلا انهم تحدوا كل ذلك من اجل التحصيل العلمي والمعرفي ولتسليط الأضواء أكثر انتقلت" أخر ساعة" عبر جولات ببعض المناطق الشمالية والغربية لتراب الولاية حيث وقفنا منذ أول لحظة على أوضاعا كارثية وواقع ميداني مر لنشء الجزائر الذي لا ذنب له لإجباره على الالتحاق بمقاعد في أحلك الظروف وبقدر ما وجدنا صور المعاناة والحرمان والفقر مرسومة على جبين هؤلاء البراعم وهم تلاميذ بين السنة الأولى والسادسة ابتدائي إلا ان تحقيقنا ومصادرنا العليمة كشفت لنا هول الكارثة بوجود وسائل النقل المدرسي التي سخرتها الدولة الجزائرية إلا ان المسؤولين حرموا التلاميذ من استعمالها كما هو الحال لتلاميذ منطقة عين الجابية 10 كلم شرق بوالحاف الدير حيث يجبر هؤلاء على النهوض عند الساعة ال5 صباحا و التنقل يوميا سيرا على الأقدام ذهابا وإيابا وسط مناخ بارد جدا وعبر مسالك ريفية هي اقرب إلى الدروب الجبلية خاصة وإنها تقع بمحاذاة سلسلة جبلية ط ورغم خطر الحيوانات المفترسة ومنها الذئاب إلا ان أولياء التلاميذ لم يجدوا أي حل لهم سوى تمدرس فلذات أكبادهم رافعين أياديهم إلى الخالق لحمايتهم من كل مكروه وإذا كان واقع التلاميذ الذكور هو مسايرة كل الأخطار فان البنت محكوم عليها عدم الالتحاق بالمدرسة وأمام هذه الصعوبات الكبيرة يطالب أولياء التلاميذ من السيد نور الدين حرفوش والي الولاية بفتح تحقيق وتحميل الجهة المعنية مسؤولية حرمان التلاميذ من حق النقل المدرسي . علي عبد المالك