يبدوأن حي بوحسين الواقع بأعالي جبال بلدية سيدي غيلاس ليس ضمن أجندة واهتمامات المسؤولين المحليين الذين أداروا ظهورهم كليا لانشغالات السكان ولم يسعوا يوما إلى جلب مشاريع تنموية بإمكانها أن تحسن من ظروف معيشتهم المتردية وتعيد الحياة لمنطقتهم المنسية والمعزولة ما. هذه الوضعية جعلت السكان يستسلمون للأمر الواقع ويرضخون بالتالي لحياة جد بدائية وقاسية زادت من عذابهم وماسيهم وقد اعتبرت هاته الظروف القاهرة حسب تأكيد السكان لنا العامل الرئيسي في نزوح عشرات العائلات نحومقر البلدية عساها في ذلك أن تفلت من براثين الفقر والحرمان والجهل التي أصبحت بحق عنوانا واحدا لمعاناة الأهالي فلا يزال الماء مفقودا هنا وحلما بعيد المنال ما ألزم على الصغار والكبار على حد سواء انتهاج سبل الماضي في تحصيل ما أمكن من بضع قطرات من هاته المادة الحيوية بالكاد تروي عطشهم حيث يقطعون مسافات تزيد عن 4 كلم وسط دروب وأحراش غابية وعرة إلا أن من يدفع الثمن غاليا وحدهم الأطفال الصغار الذين أكدوا لنا أنهم يضحون بدراستهم لأجل تحصيل القدر الكافي من الماء الشروب لعائلاتهم.وفي السياق ذاته تتخبط جل العائلات في أزمة سكن خانقة، حولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق وأصبحت هاجسهم بلا منازع حيث لا يزالون إلى حد اللحظة يربضون ببيوت طينية هشة توارثوها أبا عن جد يعود تاريخ تشييدها إلى العهد الاستعماري، واستنادا إلى تصريحات بعض أرباب العائلات المتضررة فإن حياتهم أضحت مستحيلة، وكلها غبن ومعاناة تحت اسقف تلك البيوت الطوبية التي سوف لن تصمد طويلا في وجه عوامل الطبيعة القاهرة ما يعني انها ستنهار لا محالة في يوم من الأيام حسب قولهم منددين من تهميش السلطات لهم وعدم سعيها الجاد لمساعدتهم على تشييد سكنات لائقة ومحترمة، حيث تم اقصاؤهم يؤكدون من جل برامج السكن الريفي رغم استحقاقهم لمثل هذا النوع من السكنات التي تتماشى والطبيعة الجغرافية لمنطقتهم الجبلية والريفية وهوما قد يدفع بهم إلى هجرة الدوار والتوجه نحوالبلدية أملا في رفع الغبن عنهم والظفر بسبل الحياة الكريمة التي حرموا منها لعشرات السنين.