لا زال سكان العديد من المداشر والمناطق التابعة لبلدية «بئر الذهب» التابعة إداريا لدائرة «مرسط» بتبسة يعانون مصاعب الحياة وويلاتها التي أثقلت كاهلهم، ومن بين هذه المشاتي أو المناطق مشتة «السمايطية» و«الدخايلية» اللتان يفوق تعداد سكانهما ال120 عائلة موزعة على شكل مجمعات ريفية مبعثرة هنا وهناك ويعتمدون في معيشتهم اليومية على الفلاحة وتربية المواشي يعانون نقائص كثيرة وفي كافة المجالات يتلخص أغلبها في الانعدام التام لمرافق الحياة الضرورية. هاجس العطش بات يشكل شبحا مخيفا للسكان والعزلة التامة نتيجة انعدام المسالك الريفية واهتراءها إن وجدت والنقل المدرسي والإنارة الريفية والدعم الفلاحي وغيرها مطالب لا تزال أحلاما يعد بها المسؤولين لكنها تبقى حبرا على ورق منذ بزوغ فجر الاستقلال إلى غاية يومنا هذا وهو الأمر الذي أثر سلبا على حياة سكان هاتين المنطقتين الذين ما زالوا رغم صعاب وتعقد الحياة والعوامل الطبيعية والأمنية التي عاشوها ويعيشونها متمسكين بخدمة الأرض التي تتميز بخصوصيات ملائمة لتوظيفها واستغلال مساحاتها الخصبة ومواردها المائية الجوفية هذه المنطقة التي عرفت إحدى المعارك المشهورة بمعركة تروبية التي سقط فيها الشهيد «سمايطية مبروك» والذي أطلق أسمه على الابتدائية المتواجدة بالمنطقة. أزمة العطش تتصدّر المشاكل اليومية وللوقوف على معاناة وحقائق المشاكل لأبناء «الدخايلية» و«السمايطية» تنقلت "الأيام الجزائرية" إلى هناك أين اطلعنا على صور لمعاناة السكان تتخللها مطالب تعد ضمن أولويات العيش ولفت انتباه المعنيين، أولها المشاكل اليومية مع أزمة العطش الخانقة التي تعتبر أكبر العوائق التي يواجهها السكان سواء في فصل الشتاء أو الصيف، حيث يقطع الأطفال يوميا مسافات طويلة تصل إلى 10 كلم للسقي أو الظفر بقليل من الماء مستعملين في ذلك وسائل بدائية تتمثل في دلاء بلاستيكية على ظهور الحمير بغية إرواء عطش عائلاتهم وحيواناتهم في ظل الانعدام التام للحنفيات الجماعية وجفافها إن وجدت على مقربة من التجمعات السكانية بهاتين المنطقتين الريفيتين إضافة إلى شبكة الطرقات والمسالك الريفية المنعدمة والتي يمكنها أن تفك العزلة عن التجمعات السكانية وهو الحلم الذي كان يراودهم منذ سنوات طويلة لتسهيل عملية التنقل، وكان الأمل مع تسجيل عملية انجاز مشروع سد «سردياس» الذي بادرت السلطات إلى طرحه لكن المشروع تبخر ليظل حلما كما كان في أذهان أبناء المنطقة وحجتهم في توقف المشروع بعد الدراسة إلى عدم استيفاء الغلاف المالي ليعوض بمشروع فتح مسلك عابر لهاتين المنطقتين تم تسجيله السنة الماضية على مسافة حوالي أزيد من 04 كلم ورصد له غلافا ماليا يفوق المليارين و300 مليون سنتيم أسندت مهام انجازه إلى أحد المقاولات الخاصة، إلا أنه لا حظنا ميدانيا أن سير وتيرة أشغاله بطيئة بشكل كبير وبخدمات رديئة جدا ومواد بناء لا تتوافق مع المواصفات التقنية لإنجاز مثل هذه المسالك (كالحديد والحصى) خاصة وأنه يربط العديد من الأودية بمجار متفرعة والتي تتطلب تقنيات عملية والتي لم تراعيها هذه المقاولة المشرفة في انجاز المشروع في غياب المتابعة والمراقبة التقنية ذلك ما كشفت عن عيوبه السيول الجارفة بعد الأمطار التي اجتاحت المنطقة مؤخرا والتي أتت على الأخضر واليابس والتي دمرت جزءا كبيرا من أجزاء هذا المسلك الذي زاد في تعقد حركة التنقل وصعوبتها إلى جانب توقف الأشغال لمدة زمنية لا تزال أسبابها غامضة لتجعل من سكان هذه المناطق يعودون إلى العزلة خاصة ونحن في فصل الشتاء الذي يخبئ الكثير من المفاجئات. قطاع الصحة خارج مجال الخدمات أما عن الجانب الصحي فهو يحتضر فالسكان يتكبدون مشاق التعب والأعباء والتنقل على مسافات تتجاوز ال 07 كلم من أجل العلاج بسبب الانعدام التام للمرافق الصحية في هته المناطق وحتى إن وجدت أو توفرت قاعة علاج فلا طبيب ولا تجهيزات ولا خدمات حتى وسائل الإسعافات الأولية منعدمة، كذلك الأمر بالنسبة للنقل المدرسي وتنقل التلاميذ والتحاقهم بالمؤسسة الوحيدة مدرسة الشهيد «مبروك سمايطية» التي تئن تحت جملة من النقائص جعلت طموحات وآمال التلاميذ المتمدرسين بها ضئيلة في غياب وسائل النقل ونقص التأطير وغياب المعلم المكلف بتدريس هؤلاء التلاميذ وللالتحاق بمقاعد الدراسة يقطع هؤلاء التلاميذ مسافات تفوق ال07 كلم ذهابا وإيابا ويركنون إلى البيوت في معظم أوقات التقلبات الجوية نتيجة العزلة وصعوبة المسالك إلى جانب انعدام مدرس لمادة اللغة الفرنسية، حيث أن التلاميذ هذه المؤسسة لا يعرفون أبجدياتها لحد الآن وطبعا أمام هذه الصعوبات الفتاة يضطر أهلها إلى توقيفها عن الدراسة نظرا لاعتبارات عديدة. الاستنجاد بالكانكي والشموع في غياب الإنارة الريفية أما فيما يخص الإنارة الريفية فإن سكان «الدخايلية» و«السمايطية» يستعملون في الإنارة الوسائل البدائية كالكانكي، الشموع، والحطب التي وصل سعر العلبة منها إلى ما يفوق ال 150 دج لتضاف إليهم معانات قارورات غاز البوتان التي تفوق ال 350 دج خاصة في فصل الشتاء والانعدام التام للإنارة الريفية بهذه المداشر رغم أن الجهات المعنية أكدت في تصريحاتها أن نسبة تغطية المناطق بالإنارة الريفية فاقت ال 97 بالمائة لكن الواقع المعاش يبين أن هؤلاء السكان لم يرو النور إلى غاية الآن حسب ما صرحوا به، كما يلاحظ الإهمال التام للمعالم الأثرية التي تكون قد أهملت من طرف الجهات المعنية، حيث تبقى أطلالها واقفة تتقاسم ظروف الطبيعة وعدم تقدير الإنسان لقيمتها فمنها ما صنف ومنها ما لم يصنف يعاني الإهمال والنهب ومن أهمها «هنشير لحمادي» و«مصباح» والذين يتربع كل منهما على مسافة تفوق الهكتار، وأمام هذه الظروف والمشاكل والانشغالات الاجتماعية أبناء هاته المناطق يناشدون السلطات العمومية بالتفاتة خاصة وتدابير عملية ببعث المشاريع بالجهة لتحسين ظروف معيشة السكان ويطالبون السلطات المحلية وعلى رأسهم والي الولاية بمعاينة المنطقة ومكان انجاز المسلك والتحري في الكيفيات التي تم ويتم بها انجازه لاستدراك ومعالجة النقائص ووضع حد للإهمال والتسيب واللامبالاة وإعادة الاعتبار وتأهيل هاته المناطق للنهوض بتنميتها والتقليص من معاناة السكان.