لقي المدعو»حكيم» البالغ من العمر 16 سنة حتفه بعد أن ألقى به جاراه من الطابق الثامن من العمارة رقم 4 في سكنات «عدل» الزعفرانية «2» بعنابة. تفاصيل الحادثة المأساوية التي اهتز لها سكان الحي تعود إلى حدود الساعة الثانية مساء من نهار أمس حين انبعث صراخ امرأة من أعالي العمارة رقم «4» اثر اكتشافها لجثة مشوهة بمدخل العمارة في صورة تبكي لها القلوب المتحجرة. مراهق لا يتعدى عمره ال 16 سنة جسمه ممزق جراء الصدمات التي تلقاها بسبب سقوطه من الطابق الثامن بسلالم العمارة الأمر الذي أثار حالة هيستيريا بالحي الجديد فخرج العشرات من السكان ليشاهد الصورة المروعة لحالة الصبي المغدور وحين بلوغنا خبر هذه الحادثة توجهت آخر ساعة إلى عين المكان أين لقينا العديد من الرجال واقفين أمام المدخل وكأنهم معتصمون أمام مقر رسمي يحتجون رأينا كذلك أفراد الحماية المدنية وسيارة الإسعاف مسرعة لنقل جثة المرحوم . كما شاهدنا أفراد الأمن وهم يمشون بالحي ويسألون لملء تقارير التحريات فتوجهنا مباشرة نحو أب الضحية المدعو عمي ساسي ليتضح لنا أن الحادثة جريمة قتل شنعاء حيث توجه مراهقان اثنان يقطنان حسب تصريح الجيران وعائلة الضحية بالعمارة المجاورة رقم «5» إلى مسكن «حكيم» ولأسباب بقيت مجهولة أقدما على رميه من الطابق الثامن حيث يقطن ثم لاذا بالفرار من وراء العمارة التي تطل على الطريق المؤدي إلى أعالي حي وادي فرشة والطريق الرابط بين عنابة وبلدية سيرايدي. قصة محزنة رواها السكان متألمين من الحادثة التي أدت إلى وفاة «حكيم» المراهق الذي كان يدرس بثانوية مبارك الميلي والذي يحضر من أجل ولوج الصف النهائي والظفر بشهادة البكالوريا والالتحاق بالجامعة باعتباره تلميذا نجيبا كان يحلم ببناء مستقبل زاهر. لكن شاءت الأقدار أن يفارق الحياة في يوم بكت عليه سماء عنابة بأمطار تهاطلت زمن وقوع الجريمة وحين تواجدنا بعين المكان في صورة أخرى تدل عن المأساة التي حدثت رأينا العمال التابعين لوكالة عدل المختصين في صيانة العمارات وهم ينظفون مدخل العمارة رقم «4» من دماء المقتول حيث تلوثت الأرضية بالأحمر نظرا للصدمة الكبيرة التي تلقاها منها خلال سقوطه المطول الذي جعل من جثته قطعا غير متسقة حينها وفي مشهد ينفطر له القلب رأينا أصدقاء الضحية «حكيم» مراهقون وقفوا مكان سقوط الضحية يستنشقون رائحة دمائه ويبكون. احدهم توجه نحونا متأثرا مما وقع وصرخ «كان ناس ملاح» «لماذا حكيم» السؤال الذي تعجز الإجابة عنه أي عالم وعلم من جهتهم عبر الجيران الذين اصطفوا أمام العمارة عن استيائهم وغضبهم موجهين الاتهامات لمجتمعنا الذي تدهور منذ سنوات وعبر عن ذلك أحدهم قائلا» مجتمعنا راح خسارة» مشيرا إلى بشاعة الجريمة والطبيعة التي آلت إليها الإنسانية في الجزائر مراهقون يتحولون إلى مجرمين دون أي سبب واضح. من جهته وحين قدم لنا صورة «حكيم» أجهش والده عمي الساسي بالبكاء أمام الملأ وقال كيف يستطيع الإنسان قتل أخيه وصديقه وجاره؟ , لتبقى القضية بين مزدوجتين إلى غاية إتمام التحقيقات والتحريات واكتشاف دوافع ارتكاب ما لا يمكن ارتكابه طالب فيصل