يبدو أن الصائفة المقبلة سوف تكون مميزة نظرا للتحديات الكبيرة التي سوف تكون أمام السلطات الولائية بهيئتيها المنتخبة والتنفيذية وعلى رأسها المسؤول الأول التنفيذي بالولاية الذي تم تنصيبه منذ أشهر فقط وعزمه الكبير الذي مافتئ يذكر به في مختلف المناسبات بتبوأ ولاية الطارف مكانتها الحقيقية بين ولايات الوطن في المستقبل القريب على اعتبار موقعها الجغرافي المتميز والإمكانيات الطبيعية الهائلة التي تزخر بها المنطقة حيث ذكر والي الولاية السيد أحمد معبد في أحد اجتماعاته الماضية أن التحضير لموسم الاصطياف لا يكون عشية افتتاحه بل يكون التحضير له مسبقا بأشهر مع العمل المستمر طوال السنة لبلوغ الأهداف المرجوة وتحقيق الوثبة الحقيقية بفضل إرادة الجميع وفق خطط مدروسة ومتابعة صارمة لمختلف المشاريع وإن بدت المعالم تتضح شيئا فشيئا من خلال إعادة بعث حديقة الحيوانات برابطية الواقعة بإقليم القالة التي من المنتظر أن تكون جاهزة لافتتاحها مع هذه الصائفة حسب ما سطرت له الجهات المعنية غير أن باقي التحضيرات للموسم الصيفي لم تظهر بعد على أرض الواقع وان كانت أبسطها عمليات تنظيف رمال الشواطئ التي انطلقت فيها الجارة تونس بالرغم من الظروف العصيبة التي تمر بها فان واقع شواطئ الطارف خلاف ذلك والتي كانت إحدى النقاط المرفوعة في التقرير من طرف أعضاء المجلس الشعبي الولائي والقائمة طويلة لجملة من الانشغالات وعلى رأسها الإيواء بسبب ضعف في مرافق الاستقبال كالفنادق التي تنحصر ببلدية القالة المدينة السياحية رقم واحد بالطارف والغياب التام لهذه الفنادق بالبلديات الأربعة الأخرى السياحية من أم الطبول مرورا ببلدية بريحان فبن مهيدي والشط وان أحصت الجهات المعنية سوى سبعة مخيمات صيفية فان لجنة السياحة ، النقل والبيئة لدى المجلس الشعبي الولائي تقترح توسيع مشاريع هياكل الفندقة على البلديات السياحية المذكورة وكذا فتح مخيمات صيفية أخرى طبقا للمعايير والمواصفات المعمول بها بعيدا عن العشوائية التي كانت سائدة من قبل سيما على مستوى الشواطئ 14 المفتوحة على الساحل البحري انطلاقا من مواقف السيارات إلى المرافق الضرورية التي لابد من إنشائها طبقا لدفاتر الشروط مع المتابعة الصارمة لجميع الأجهزة الرقابية المداومة خلال الفترة الصيفية بالإضافة إلى الجانب الكبير الذي تلعبه النظافة في المحيط العمراني بالخصوص مدينة القالة قبلة السياح وبالشواطئ علاوة على التحاليل الدورية لمياهها البحرية لتجنب تلوث مياه السباحة . كما حملت توصيات اللجنة المذكورة كالعادة بتزيين المحيط وتطهيره مع ضبط برامج رياضية منها وثقافية وترفيهية بالإضافة إلى إعطاء العناية الكاملة للمواقع الأثرية لترشيد السياح هذا على أساس تواجد معهد وطني مختص في السياحة والفندقة بالطارف وأهميته الكبرى في استثماره في هذا الجانب والقطاع السياحي ككل نظرا للكفاءات البشرية المتخرجة من هذا المعهد كل سنة وغيرها من التوصيات التي ترفع في كل موعد تحضيري للموسم الصيفي دون متابعتها في التجسيد على أرض الواقع فما أكثر الكلام أمام العمل سيما وان هذا الموسم متميز عن المواسم الماضية حسب ما أوردته لجنة السياحة للمجلس التي تتوقع فيه هذا الموسم الصيفي زيادة عددية كبيرة للمصطافين خلاف المواسم الماضية التي كانت فيه ولاية الطارف والقالة خاصة عبارة على مركز عبور أو “ ترو نزيت” كما يحلوا للجميع تسميتها للسياح الجزائريين القادمين من مختلف مناطق البلاد ووجهتهم تونس التي تعاني خلال هذه الفترة من اللااستقرار واللا أمن كما جاء في العرض . وان كانت السياحة لا تقتصر على الموسم الصيفي فقط فان للطارف من الإمكانيات ما يسمح لها أن تكون قطبا سياحيا على مدار السنة نظرا لتوفرها على حمامات طبيعية هامة غير مستغلة وتسير بطرق تقليدية وبحيرات محمية دوليا تقع بقلب الحظيرة الوطنية رئة الطارف وسياحة جبلية بيئية تنتظر من يوظفها تلكم هي إمكانيات الطارف لم يستغلها مختلف المسؤولين المتعاقبين على تسير ولاية من شأنها أن تكون قطبا سياحيا كبيرا على مستوى مدن حوض البحر الأبيض المتوسط .