لجأت مؤخرا دائرة "بوقدير" إلى عمليات الهدم التلقائي لما يصل إلى 47 بناية قصديرية وفوضوية، وذلك عبر إقليم الدائرة بحجة البناء دون ترخيص من المصالح المختصة أو البناء في عقارات غير مخصصة للبناء أو في أمكنة غير ملائمة حيث كشفت دراسة أعدتها الهيئة الوطنية لتهيئة الإقليم حول البيوت الهشة بالشلف إلى وجود ما يصل إلى 500 بيت هش بدائرة "بوقدير" الواقعة غرب عاصمة الولاية. والتي تعد من بين كبرى دوائر الولاية حيث يبلغ عدد القاطنين بهذه المساكن الهشة 3078 شخصا، أي ما يعادل قرابة ال 600 عائلة، موزعة على 1074 "حجرة" أو غرفة وبنسبة شغل تقدر ب 6.37 فردا للغرفة الواحدة، وما يصل إلى 2.87 للسكن الواحد، ومن جملة هاته المساكن الهشة نجد ما يصل إلى 52 بيتا قصديريا وأكثر من 400 دون هياكل أو دعامات، فضلا عن 27 بيتا في أراضي غير صالحة للبناء إطلاقا وحسب رئيس دائرة "بوقدير" فإن مصالح الدائرة وبالتنسيق مع مصالح البلديات الثلاثة التابعة لإقليم الدائرة قامت بتهديم ما يصل إلى 47 بناية غير شرعية وقصديرية، بعد استفادت الدائرة مؤخرا من 280 إعانة لتعويض البيوت الهشة والقصديرية بالدائرة ضمن حصة الولاية المقدرة ب 2100 وحدة، والتي كانت فيها حصة الأسد من نصيب بلدية "الصبحة" ب 120 حصة بالنظر إلى انتشار البيوت القصديرية والهشة بها. حيث توزعت بقية الحصة ما بين بلدية "بوقدير" و"وادي سلي"، أين عانى سكان بلديات "الصبحة"، "وادي سلي" و"بوقدير" خلال العشرية السابقة الأمرين، وخاصة سكان قرى ومداشر هذه البلديات النائية، الأمر الذي أدى إلى هجر معظم القرى من قبل سكانها الأصليين ونزوحهم نحو المراكز الحضرية لهاته البلديات، ولا أدل على ذلك من قرى "العثمانية"، "أولاد علال" ببلدية "بوقدير" والتي رفض أغلبية سكانها العودة إلى مساكنهم الأصلية لحد اليوم، رغم عودة الأمن واسترجاع الكثير من سكان المناطق الريفية النائية لقراهم، وتتركز معظم هاته المساكن الهشة حاليا بالمراكز الحضرية الكبرى للبلديات، حيث تحصي بلدية "بوقدير" لوحدها ما يصل إلى 09 مواقع لهاته المساكن بما يصل إلى 57 بيتا بها ما يصل إلى 66 عائلة بتعداد سكاني يبلغ 364 فردا، وتزداد هاته الإحصائية ارتفاعا ببلدية "الصبحة" التابعة للدائرة والواقعة شمال الدائرة، بما يصل إلى 194 بيتا هشا بالنظر إلى حالة النزوح الجماعي لكثير من القرى النائية التي عرفتها البلدية خلال نفس الفترة والتي أدت بما يصل إلى أكثر من 240 عائلة أن تتخذ من مركز البلدية ملجأ لها من بطش الجماعات المسلحة خلال العشرية السوداء، وخاصة بقرى "أولاد زياد" ، "المناصرية"، "الصوالة"، حي "عابد عزي" وغيرها من البقع الأمر الذي رفع عدد السكان النازحين للبلدية إلى أكثر من 1230 شخصا. ونفس النسبة ببلدية "وادي سلي"، التي تضم داخل إقليمها ما يصل إلى 20 موقعا للبيوت الهشة بتعداد سكاني يصل إلى 1480 شخصا موزعا على قرابة ال 300 عائلة، للإشارة منحت مؤخرا السلطات الولائية لمصالح البلديات الضوء الأخضر للقضاء على البناءات الهشة والفوضوية التي صارت تشوه النسيج العمراني والمنظر الجمالي للمدن والمراكز الحضرية، بالنظر إلى انتشار هذه البيوت القصديرية والفوضوية والتي استوطنت المراكز الحضرية الكبرى للولاية، ولم يغادرها سكانها رغم تخصيص مصالح الولايات لإعانات لهم لتعويضهم عن هذه البيوت غير اللائقة، حيث أقدمت الكثير من البلديات في عمليات الهدم والترحيل لهذه البيوت المقامة بطريقة فوضوية على مشارف المراكز الحضرية، كما هو الشأن ببلديات "بوقدير"، " الصبحة" و"وادي سلي".