حيث ان تلك العائلات تتواجد حاليا بمدرسة حجوج محمد الابتدائية بسيدي عمار بعد أن اقتحمتها بحر هذا الأسبوع لتأوي بها ولكنها بعد أيام قليلة تفاجأت نهار أمس بأعوان الشرطة يطالبوهنا بإخلاء المكان مع اعذارات بالطرد من المؤسسة التربوية، أمهلتهم فيها السلطات مدة للخروج أو استعمال القوة العمومية، وقد نزل هذا الخبر كالصاعقة على العائلات، كونهم كانوا ينتظرون أن تفصل السلطات المعنية في قضيتهم بحكم انهم يعيشون متشردين منذ عدة اشهر بعد تهديم منازلهم الفوضوية وترحيلهم إلى شاليهات تابعة لإحدى ورشات البناء أو بالأحرى هي عبارة عن غرف صغيرة خاصة بعمال البناء لتغيير ملابسهم داخلها ومازاد الطين بلة هو أن المكان لايصلح للعيش على الإطلاق لعدم توفر به ضروريات الحياة إلى جانب مزاحمة الجرذان لتلك العائلات بالمأوى ما أثار مخاوف العائلات من الإصابة بوباء الطاعون بسبب تكاثر الفئران بالمكان ولتقرر العائلات ترك المكان واللجوء إلى المدرسة للاحماء بجدرانها هربين من الظروف المزرية ومعاناتهم مع الفئران لمدة اشهر.ولكن المشكلة الآن هي قرار إخلائهم المدرسة في اقرب وقت وهم رافضين العودة إلى المكان السابق أين طالبت العائلات بتوفير مكان مناسب يؤويهم أو الموت جماعيا مهددين بالانتحار حرقا وهذا فيما أقدمت سيدتان من بين تلك العائلات المنكوبة على شرب مادة الجافيل في محاولة لوضع حد لحياتهما كما أغمي على امرأة أخرى عند رؤيتها المشهد وهذا ما استدعى تدخل مصالح الحماية المدنية لنقل تلك الحالات للمستشفى لتلقي الإسعافات.وفي ذات السياق تقول تلك العائلات انهم لم يتفهموا أسباب عدم إدراجهم ضمن قائمة ال460 وحدة سكنية اجتماعية نظرا لأنهم مشردون وبدون مأوى ولا يستطيعون الانتظار أكثر حتى يتم انجاز المشروع الخاص ب القضاء على البناءات الفوضوية والهشة.. وفي الأخير فان تلك العائلات تطالب الجهات المعنية وعلى رأسها كل من رئيس دائرة الحجار والوالي للتدخل وإيجاد حل لقضيتهم في اقرب وقت والمتمثل في إيجاد مكان لائق يؤويهم أو إدراجهم ضمن الحصة المقررة لبلدية سيدي عمار الخاصة بالسكن الاجتماعي.كما ا ن العائلات المنكوبة مازالت مصرة على رأيها في حالة عدم النظر في وضعيتهم المزرية وكذا في حال أقدمت السلطات على طردهم دون توفير البديل اللائق فانهم سيعاودون محاولة الانتحار الجماعي حرقا إلى غاية الموت او الحصول على سكن لائق. حورية فارح