يواجه المسافرون المتوجهون نحو مختلف ولايات الشرق انطلاقا من المحطتين البريتين بالميلية وجيجل منذ بداية الأسبوع الجاري مشاكل كبيرة وذلك في غياب العدد الكافي من وسائل النقل التي لم تعد قادرة على مسايرة الطلب الكبير على بعض الخطوط وبالأخص خط جيجل–قسنطينة . وقد بلغت أزمة النقل على خطي (الميلية –قسنطينة) و–(جيجل–قسنطينة) ذروتها منذ مطلع الأسبوع الجاري وذلك موازاة مع شروع العديد من العائلات التي قدمت الى عاصمة الكورنيش جيجل بغرض قضاء العطلة الصيفية في العودة الى بيوتها بمختلف مدن شرق البلاد وبالأخص قسنطينة وميلة استعدادا لشهر رمضان المعظم وهو ماخلق أزمة غير مسبوقة في مجال النقل على مستوى الخطين المذكورين حيث وجدت عشرات العائلات نفسها مجبرة على المكوث بالمحطتين البريتين للميلية وجيجل لأكثر من (12)ساعة وذلك على أمل ايجاد مكان عبر الحافلات المتجهة نحو مختلف الولاياتالشرقية وبالأخص قسنطينة بل أن بعض هذه العائلات أضطرت الى قضاء ليلتها بهاتين المحطتين وسط ظروف صعبة وذلك بعدما تقطعت بها السبل ولم تجد أي حل آخر سوى انتظار ساعة الفرج . واذا كانت بعض العائلات قد اختارت أسلوب المقامرة والإنتظار بالنظر الى تواضع امكاناتها المالية وعدم قدرتها على تسديد ثمن التنقل بواسطة السيارات الخاصة فان عائلات أخرى لم تجد بدا من اللجوء الى سيارات «الفرود» بغرض بلوغ وجهتها رغم التسعيرة الخيالية المطبقة من قبل أصحاب هذه الأخيرة والتي وصلت الى (2500) دينار بالنسبة لخط جيجل–قسنطينة و(1500) دينار بالنسبة لخط الميلية – قسنطينة وهي المبالغ التي هان دفعها على بعض العائلات طالما أن بلوغ مقصدها أهون من أي شيئ آخر على حد تعبير رب عائلة ينحدر من منطقة الدقسي بقسنطينة والذي أكد لنا بأنه لم يعش أزمة نقل في حياته كتلك التي عاشها بمحطة الميلية وأنه لو كان يعرف بأنه سيواجه هذا المصير لفضّل البقاء بمنزله وتحمل درجات الحرارة العالية بمدينة الجسور المعلقة على مواجهة هذا المصير الذي لم يكن يتصوره حتى في الخيال . هذا ولم تسلم بعض العائلات على مستوى محطة الميلية من استفزازات المنحرفين واللصوص الذين باتوا ينشطون بقوة على مستوى محيط المحطة والذين لطالما حاولوا الإستثمار في هذه الوضعيات من خلال محاولة الإستيلاء على بعض أغراض المسافرين خاصة خلال الفترة المسائية التي تقل فيها حركة أفراد الأمن المكلفين بحراسة المحطة وهو الأمر الذي زاد من غصة أفراد هذه العائلات التي لم تكن تعرف بأنها ستنهي عطلتها الصيفية بهذه الطريقة المخزية . م.مسعود