يعد حي “أوطوطراكسيون” طريق باتنة من أقدم الأحياء السكنية بقسنطينة فسكانه يتواجدون فيه منذ السبعينيات بل إن البعض متواجد منذ عهد الاستعمار، و بالرغم من أننا لم نستطع التحدث مع هؤلاء المتواجدين منذ تلك الفترة إلا أننا استطعنا أن نتواصل مع الكثير من العائلات والدخول إلى منازلهم والإطلاع أكثر على حالتهم التي توصف بالمزرية ولكم عبر هؤلاء لنا عن الكثير من المعاناة والحالة التي يعيشون فيها. السيد إبراهيم.م وهو شيخ طاعن في السن يصف لنا وضع عائلته التي تتكون من 6 أفراد له ابنان متزوجان يقيمان معه و ابنة معوقة حركيا، وكما يروي لنا أنه لم يعد يطيق العيش في ذلك البيت الهش الذي يتكون من القصب والطين والكارتون والذي سرعان ما تتساقط منه الطين بمجرد سقوط الأمطار هذا بالإضافة إلى قطرات الماء التي تتسرب من السقف بسبب الأمطار أما حالة البرد الشديد فهو مشكل كبير ينعدم بوجوده النوم ليلا. أمّا إحدى السيدات فهي تروي لنا أيضا معاناتها مع ابنتها المعاقة والتي تبلغ من العمر 30 سنة وصرّحت و هي محتارة في تقسيم مهامها ما بين تحضير وجبة الإفطار أو العناية بها قائلة لنا “الأوضاع غير ملائمة إطلاقا لتقديم العناية الكافية لها و يزداد الوضع سوءا في فصل الصيف و شهر رمضان”، فكوخها يتشكل من غرفة واحدة فقط ويقع في منحدر تتسلل منه الأمطار في فصل الشتاء، و بررت اتجاه أبنائها للخدمة العسكرية كهروب من الأوضاع المزرية التي يعيشونها فهم لا يجدون حتى مكان للراحة أثناء إجازتهم. الظلام والجرذان والأفاعي تملأ المكان حسب اطلاعنا على الحي فإن السكان لا يملكون لا مصدر كهرباء و لا ماء و لا حتى غاز و كما يروون لنا فقد تم إيقاف حنفيتان عامتان كانوا يعتمدون عليها، و فيما يخص الأطفال فإنهم يعيشون الرعب والخوف من الظلام الناتج عن انقطاع التيار الكهربائي في أغلب الأحيان فيظل هؤلاء يبكون بحرارة، و الأدهى من ذلك هو انتشار الجرذان والأفاعي التي تهاجمهم كل مرة و في أوقات مفاجئة وتزيد من معاناتهم. الحي يغرق بالآفات الاجتماعية و كجواب عن استفسارنا حول وضع شباب هذا الحي أجابوا بأنهم يواجهون خطر الآفات الاجتماعية العصرية، منها انتشار ظاهرة ترويج المخدرات واستهلاكها بالإضافة إلى أن شباب الحي طائشون ومتهورون لا يحترمون الكبير ولا يرحمون الصغير كما أضاف هؤلاء أن الشجارات والاشتباكات تحدث بشكل يومي و امتدت أوصالها حتى إلى الأطفال و القصر. ن.كشرود