فسعر الحولي بلغ 20 ألف دج و ما فوق، في حين بلغ سعر الكبش 40 ألفا وأكثر، الأمر الذي جعل المواطن يحتار. و لا يملك أصحاب الدخل الضعيف سوى التجوال بين نقاط البيع التي حددتها المصالح المختصة مسبقا بما أنها سخرت أعوانا لمراقبة مخالفي البيع خارج هذه النقاط، وما إلى ذلك. إلا أن المتجول بين أحياء و حتى بعض أزقة مدينة قسنطينة يصادف في كل مرة مجموعات من الماشية وسط الأحياء تباع و ترعى بها حتى بجانب القمامات المنزلية، فحتى المواطن لم يعد يأبه للأمر، إذ أنه يأخذ و يرد مع أصحابها لمعرفة السعر من دون أي إشكال، فلم يعد يهمه سوى البحث عن أسعار منخفضة عله يجدها، يحدث هذا الغلاء في ظل غياب مصالح الرقابة لكبح هذا الارتفاع الفاحش و مراقبة كل نقاط البيع حتى غير الرسمية منه، إذ اعتاد المواطن عند اقتراب عيد الأضحى من كل سنة على هذه الظاهرة، حيث يغتنم التجار و السماسرة الفرصة لرفع الأسعار بالأسواق و الإسطبلات و حتى المنازل التي حوّلها بعض أصحابها إلى إسطبلات ببعض أحياء قسنطينة و البلديات الأخرى في غياب المراقبة و شكوى المواطنين من جهة أخرى. ارتفاع الماشية علله الموالون بارتفاع أسعار الأعلاف التي تكلفهم الكثير، من جهة أخرى و حتى بعد سقوط الأمطار هذه الأيام إلا أن الأسعار عوض أن تنخفض كما كان يتحجج به هؤلاء إلا أنها زادت في الارتفاع لأن الموالين سيمكنهم توفير الكلأ الطبيعي بالمراعي على حد تعبير بعض المواطنين الذين صادفتهم جريدة «آخر ساعة» بإحدى نقاط بيع الماشية ، أسعار ملتهبة تحرق جيوب المواطن إلا أنه مجبر أحيانا على إحياء سنّة نبينا إبراهيم و إرضاء صغاره، خاصة أن بعضا ممن التقيناهم سيتأخرون في شراء الكباش إلى آخر الأيام القلائل علّها تنخفض أسعارها، و في نفس السياق و تحضيرا لعيد الأضحى تغيرت ملامح أسواق قسنطينة، حيث أصبح يغلب عليها طابع الحركية الدائمة للمواطنين الحاملين لقففهم من أجل اقتناء حاجياتهم من الخضر و بكميات كبيرة رغم أن أسعار هذه المواد ارتفعت هي الأخرى من دون سابق إنذار، فمعظمها ارتفع بأسعار أذهلت المواطن الذي بات يتوقعها مع اقتراب كل مناسبة دينية، خاصة أنها لا تعكس تعاليم ديننا الحنيف. من جهة أخرى يحاول بعض المواطنين سد العجز من أجل شراء الأضاحي و كل مستلزمات عيد الأضحى المبارك باللجوء إلى التجارة التي تناسب هذا الوقت بالذات من خلال وضع طاولات على الأرصفة و نقاط البيع عارضين لوازم الذبح من سكاكين و لوازم الشواء والفحم، فهم من جهة أخرى يوفرون دخلا لهم ولعائلاتهم، مستغلين المناسبة، و رغم كل هذه المشاكل يتضامن البعض منهم، ويكابد عناءها المواطنون لا لشيء إلا لإحيائها وتطبيق سنّة سيدنا إبراهيم و إدخال الفرحة لدى عائلاتهم وعائلات المحتاجين من المسلمين. جمال بوعكاز