بعد أن أظهرت النتائج الأولية فوز قائمة حزب جبهة التحرير الوطني بثلاثة مقاعد نيابية كاملة من مجموع المقاعد الستة المخصصة لولاية قالمة، فيما تحصلت قائمة التجمع الوطني الديمقراطي على مقعدين فيما أحدثت قائمة الحركة الوطنية للأمل التي يتصدرها رجل الأعمال صالح بوسلبة المفاجأة بحصولها على مقعد نيابي في التشكيلة الجديدة للمجلس الشعبي الوطني. هذه النتيجة التي لقيت ردود فعل متباينة بعد أن تقبلتها بعض الأوساط، فيما وصفتها أطراف أخرى بالمفاجأة، أحدثت صدمة كبيرة في أوساط المترشحين الذين ذهلوا للإحصائيات المسجلة والنتائج، بعد أن خابت توقعاتهم في حصد أصوات الناخبين، عبر مختلف مناطق الولاية. النتائج الأولية كانت محل جدل كبير بين الجهات الإدارية ومترشحي القائمة الحرٌة شباب التغيير الذين أكدوا أنهم لازالوا في انتظار الفصل النهائي بشأن طلب إعادة النظر في وضعيتهم بعدما توقعوا بأن عدد الأصوات التي تحصلوا عليها يمكنهم من الحصول على مقعد في البرلمان. وقد أظهرت القراءة في النتائج الأولية مدى تماسك صفوف حزبي جبهة التحرير الوطني وكذا التجمع الوطني الديمقراطي، بعد حصدهما لخمسة مقاعد كاملة، فيما لم تتمكن أحزاب التيار الإسلامي خاصة منها تكتل الجزائر الخضراء الذي كان مرشحا للضرب بقوة في التشريعيات ولا جبهة التغيير ولا حزب جاب الله من قول كلمتها، بعد أن فقدت وعاءها الإنتخابي بسبب عدٌة عوامل في مقدمتها، انشقاق مناضليها بين توجهات قيادييها، وتشتت صفوف مناضليها التي تفرقت بين مختلف القوائم، إضافة إلى سوء سمعة بعض الوجوه التي مثلت مختلف أحزاب التيار الإسلامي على مستوى بعض البلديات وحتى على مستوى المجلس الشعبي الولائي، حيث عمل هؤلاء الأشخاص تحت غطاء التشكيلات السياسية الإسلامية لخدمة مصالحها الخاصة فقط وأغلقت الأبواب في وجوه الضعفاء من المواطنين المغبونين. القراءة الثانية في النتائج الأولية صدمت مترشحي القوائم الحرة والتي بلغ عددها ثماني قوائم كاملة لم تتمكن ولا واحدة منها الظفر بمقعد نيابي، على الرغم من أن البعض من متصدريها استعرض قوته المالية وعلاقاته بمختلف أطياف المجتمع وكان مرشحا بقوة للفوز بمقعد على الأقل في البرلمان، إلاٌ ان كل تلك الأحلام والتوقعات تبخرت بمجرد الشروع في عملية فتح صناديق الإقتراع والتي كشفت عن المفاجأة التي لم يكن يتوقعها أحد. اختلفت ردود الفعل بين المترشحين والنتيجة واحدة مترشحون اعترفوا بالهزيمة وآخرون تحدثوا عن وقوع تزوير خلفت النتائج المعلنة عنها بولاية قالمة، والتي أقرٌت فوز حزب جبهة التحرير الوطني بأغلبية المقاعد بعد حصول قائمته التي يتصدرها الطبيب علي بن الشيخ، على ثلاثة مقاعد كاملة، فيما تحصلت قائمة التجمع الوطني الديمقراطي التي يتصدرها النائب بالمجلس الشعبي الوطني لعهدتين متتاليتين حسان بونفلة على مقعدين كاملين، فيما كان المقعد السادس من نصيب رجال أعمال متصدر قائمة الحركة الوطنية للأمل صالح بوسلبة. عدٌة ردود فعل متباينة في الطبقة السياسية وفي أوساط المترشحين، الذين اعترف البعض منهم بالهزيمة التي ارجعوها إلى عدٌة عوامل في مقدمتها نقص خبرتهم في التعامل مع السياسة ومجال الإنتخابات، خاصة من الذين كانوا من أكبر المرشحين للفوز على غرار متصدر القائمة الحرٌة من أجل الشعب فقط جمال بوالشعير ، فيما تحدث ممثلون عن قائمة حزب العمال التي تصدرها النقابي اسماعيل قوادرية عن إمكانية التعرض لخيانة من طرف بعض الأشخاص الذين وعدوه بحصد الأصوات في بعض مناطق الجهة الشرقيةلإقليم الولاية، فيما التزم متصدر قائمة حزب اتحاد القوى الديمقراطية الإجتماعية المستثمر عمر محمداتني والذي كان من بين أكبر المرشحين للظفر على الأقل بمقعد في البرلمان، الصمت تجاه النتائج التي تحصل عليها، ورفض التعليق عنها، لأنها لم تكن في مستوى علاقاته المكتسبة من احتكاكه الدائم والمستمر بمختلف الميادين، في وقت تحدث فيه بعض المترشحين عن حدوث تزوير في النتائج من خلال السماح للممثلي بعض المترشحين بممارسة الحملة داخل بعض مراكز الإنتخاب يوم الإقتراع فيما تم منع مراقبي بعض التشكيلات السياسية من دخول بعض مراكز الإقتراع لمتابعة العملية. بينما أخذ الشباب من الذين خاضوا تجربة الإنتخابات لأول مرٌة في تاريخهم ، هذه النتائج على أنها منطقية بالنظر للخبرة الطويلة التي تتميز بها الأحزاب المشاركة في الإنتخابات الحالية واعتبرت أن فوزها المحقق جد منطقي. نجوم البارصا والريال في مكاتب الانتخاب تفاجأ الأعوان المكلفين بالإشراف على العملية الإنتخابية عبر مختلف مكاتب الإقتراع بولاية قالمة، بجملة من المفاجآت الطريفة والنادرة، حيث أنهم وبمجرد أن باشروا عملية فرز الأصوات وفتح أظرفة الناخبين، حتى وجدوا عددا من الأشياء التي لا علاقة لها بالسياسة، وفي مقدمتها صوٌر لنجم الأسطورة لاعب فريق برشلونة ليونيل ميسي وكذا غريمه نجم ريال مدريد رونالدو. بالإضافة إلى صوٌر أخرى لنجوم الفن والسينما وحتى قوائم الأشخاص المختلين عقليا والتي تم الترويج لها بقوة خلال الحملة الإنتخابية، على لوحات الإشهار أو مختلف مواقع التواصل الإجتماعي وفي مقدمتها شبكة الفايسبوك. تحصلت على المرتبة الأولى على مستوى الشرق الجزائري نسبة مشاركة قياسية تجاوزت 58 بالمائة حققت ولاية قالمة، نسبة مشاركة قياسية مقارنة بالعديد من ولايات الوطن الأخرى، حيث احتلت المرتبة الأولى من بين ولايات الشرق الجزائري وتجاوزت النسبة الوطنية بكثير، بعد أن بلغت فيها نسبة المشاركة 58.15 بالمائة، بمجموع 205825 ناخبا من بين 353947 من مجموع الناخبين المسجلين في القوائم الإنتخابية عبر كل بلديات إقليم الولاية التي لم تتجاوز فيها المشاركة خلال تشريعيات سنة 2007، نسبة 54.42 بالمائة. وقد استجابت وزارة الداخلية والجماعات المحلية في آخر النهار إلى طلب والي الولاية بالموافقة على تمديد وقت الإقتراع بساعة إضافية عن الوقت المحدد لرفع نسبة المشاركة التي كانت محدودة عبر 14 بلدية كاملة، منها عواصم الدوائر العشر إضافة إلى بلديات بلخير، مجاز عمار، بومهرة أحمد وتاملوكة، الواقعة بأقصى الجهة الجنوبية لإقليم الولاية. بعد أن وفرت السلطات كل وسائل التنقل إلى المواطنين الذين عانوا كثيرا من ارتفاع درجات حرارة الجو التي تجاوزت معدلها الفصلي وبلغت 36 درجة مئوية يوم الإقتراع، وهو ما اعتبره الملاحظون واحدا من أهم العوامل الطبيعية التي حالت دون تشجيع المواطنين على التوجه إلى صناديق الإقتراع . قبل أن تقفز النسبة التي بلغت عند الساعة السادسة مساء 46.50 بالمائة لتصل عند موعد غلق المكاتب إلى 54.42 بالمائة. بعد الإستجابة الواسعة للمواطنين لحملات التحسيس التي باشرتها عديد الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني والتشكيلات السياسية منذ بداية الحملة الإنتخابية، والتي دعت في خطاباتها إلى ضرورة المشاركة القوية في التشريعيات، من أجل إعطاء القوة وكامل الصلاحيات إلى البرلمان المقبل، من جهة، وكذا للتأكيد على وحدة الشعب الجزائري وحماية التراب الوطني من مختلف محاولات إدخاله في غياهب الصراعات الداخلية. أكبر معمرة في العالم تصوٌت بقالمة على الرغم من أن الزمن أخذ من صحتها ما يكفي، إلاٌ أن الحاجة المجاهدة خديجة سلمى أكبر معمرٌة في العالم بعمر يقارب 118 سنة، فضلت الخروج من مسكنها مساء يوم الخميس ، لتكون في موعد أدائها للواجب الوطني من خلال الإدلاء بصوتها في الإنتخابات التشريعية، وقد أخذ الحاجة خديجة سلمى واحد من أحفادها إلى أحد مكاتب التصويت المتواجد بقرية قصر العازب ببلدية عين رقادة بولاية قالمة، لتؤكد أن السنين التي أخذت منها صحتها، لن تأخذ منها عزمها وإرادتها في أداء واجبها تجاه الوطن. بوتفليقة يخرج القالميات من بيوتهن سجلت النساء القالميات حضورهن بقوة في مكاتب الإقتراع، وبلغت مشاركتهن أرقاما قياسية، خاصة بعد الظهيرة، وقد صرحت بعض النسوة التي التقت اخر ساعة ببعضهن في مكاتب التصويت، ان السبب الرئيسي الذي دفعهن للخروج من البيوت لأداء واجبهن الانتخابي هو الخطاب الاخير لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي دعا الناخبين للمشاركة بقوة في هذا الاستحقاق الانتخابي، واختيار ممثليهم في البرلمان القادم بكل حرية ، و هو الخطاب الذي أخرج آلاف المواطنين و المواطنات خاصة لأداء هذا الواجب الوطني استجابة لطلب رئيس الجمهورية . كما دخلت المرأة القالمية سباق التشريعيات بقوة بتسجيل حضورها في مختلف قوائم التشكيلات الحزبية و الحرة ، كما تصدرت بعضهن عدد من القوائم الانتخابية التي دخلت السباق نحو المقاعد البرلمانية الستة المخصصة لولاية نساء قالمة صنعن الحدث بعد الظهيرة شهدت مكاتب التصويت الخاصة بالنساء خلال الفترة الصباحية، إقبالا محتشما للناخبات اللائي كن منشغلات بالقيام بالواجبات المنزلية، قبل أن تتغير المعطيات بعد الظهيرة، حيث رفعت النساء القالميات شعار التحدي لصنع الحدث والتوجه بقوة نحو صناديق الإقتراع، المنتشرة عبر مختلف بلديات الولاية، حيث لم تمنع درجات الحرارة المرتفعة والتي بلغت 36 درجة مئوية، نساء بوشقوف، عين العربي وقرية حمام أولاد علي، وغيرها من المناطق الأخرى من أداء واجبهن تجاه الوطن. وقد اعتادت المرأة القالمية تسجيل حضورها في كل مناسبة وطنية، من خلال مشاركتها في الثورة وفي البناء والتشييد بعد الإستقلال. حملة انتخابية داخل مراكز التصويت استأنف ممثلو بعض التشكيلات السياسية و القوائم الحرة بولاية قالمة ، الحلمة الانتخابية صبيحة أول أمس الخميس، داخل مراكز التصويت بعد اقدامهم على توجيه الناخبين للتصويت على متصدري القوائم التي يمثلونها، كما كانت فئة المسنين اكثر استهدافا، مما خلق مناوشات كلامية بين المراقبين و ممثلي الاحزاب و المترشحين الاحرار الذين انتهجوا كل الطرق للظفر بأكبر عدد ممكن من الاصوات التي تمكنهم من الفوز بمقعد نيابي تحت قبة قصر زيغوت يوسف. أوراق التصويت مزورة داخل مكاتب التصويت من بين التجاوزات التي قام بها بعض المترشحين بولاية قالمة ، باستنساخ كميات معتبرة من أوراق التصويت ، و توزيعها على الناخبين اثناء دخولهم مكاتب الاقتراع لوضعها في الاظرفة الخاصة بالتصويت و هو ما اثر سلبا على مجريات العملية الانتخابية التي تاه فيها الناخبون بين قوائم المترشحين التي بلغت 46 قائمة منها 38 قائمة حزبية و 08 قوائم حرة، متنافسة على 06 مقاعد برلمانية . ممثلو الأحزاب يصومون يوم الاقتراع صرح بعض المراقبين و ممثلي بعض الاحزاب السياسية في بعض مكاتب التصويت بولاية قالمة ، انهم ظلوا طيلة فترة الانتخاب التي دامت اكثر من 12 ساعة ، دون اكل او شرب بعد تخلي الجهات المعنية عن واجبها بتوفير الوجبات الغذائية لكل عمال المكاتب دون استثناء ، كما استفاد بعض ممثلي الاحزاب بنفس المكاتب من وجبات غذائية ، فيما اضطر الآخرون الى الصوم طيلة هذه الفترة حرصا منهم على منع أية محاولة من شأنها أن تحرم مرشحيهم من بعض الأصوات التي قد تفيدهم في آخر النهار بعد فرز الأصوات .