تتواصل موجة الغليان الشعبي بمختلف جهات عاصمة الكورنيش جيجل منذرة بالأسوء خلال الأيام المقبلة وخاصة في ظل غياب حلول جذرية لمشاكل المواطنين وتفرغ مسؤولي الأجهزة التنفيذية لقضاء عطلتهم الصيفية وهو ماأجج غضب السكان الذين سئموا من حياة الذل و«الميزيرية” التي فرضت عليهم من قبل أهل الحل والربط . فبعد كل من جيجل ، الشقفة ، الميلية ، خيري واد عجول ، الشحنة ، وجانة ، زيامة منصورية والقائمة طويلة التي شهدت أجواء احتجاجية صاخبة خلال الأيام الماضية بسبب مشكل الكهرباء والماء وكذا الطرقات وحتى الأراضي وهي الإحتجاجات التي أدت الى سقوط جرحى كثر بعاصمة الولاية وكذا بمدينة الميلية كما أدت الى تخريب عدد معتبر من الممتلكات العمومية جاء الدور أمس على بلدية سيدي معروف الواقعة في أقصى الحدودالشرقية للولاية حيث شل الناقلون العاملون على مختلف الخطوط التي تربط مشاتي هذه البلدية بعاصمة هذه الأخيرة كل أنواع الحركة باتجاه مقر البلدية من خلال دخولهم في اضراب مفتوح وذلك احتجاجا على رداءة الطرقات التي يعملون بها والتي كبدتهم خسائر مادية جسيمة ، وقد تسبب اضراب الناقلين الذين يغطون الطرق المؤدية الى عدة مشاتي بسيدي معروف وفي على غرار “احميدن ، بوزغار وبركان” في خلق أزمة نقل كبيرة على مستوى البلدية المذكورة وحرمان العشرات من المواطنين من الإلتحاق بمقرات عملهم بكل ماترتب عن ذلك من غضب شعبي غير مسبوق ، وقد ظلت الحركة على مختلف الطرق المؤدية نحو المشاتي المذكورة مقطوعة الى غاية زوال أمس في وقت تعهد فيه الناقلون العاملون على هذه الخطوط والذين يقارب عددهم الثلاثين ناقلا بمواصلة الإضراب الى غاية اعادة النظر في الطرقات التي يسلكونها وبالأخص الطريق الرئيسي المؤدي الى منطقة “ احميدن” والذي لم يعد صالحا تماما للإستعمال بحسب المحتجين بعدما تآكلت طبقات الزفت التي تغطيه وهروب المقاول الذي كلف باعادة تعبيده . هذا وقد ألقى اضراب الناقلين بسيدي معروف بظلاله القاتمة على الوضع الإجتماعي بعاصمة الكورنيش خاصة وأن هذا الإضراب سبق بحملة مكثفة لقطع الطرق بعديد أصقاع الولاية احتجاجا على رفع تذاكر النقل دون استشارة الجهة الوصية أو بالأحرى مديرية النقل مما زاد من مخاوف البعض من امكانية تطور لهيب الجبهة الإجتماعية بجيجل بعدما بلغت هذه الأخيرة مرحلة الغليان الى درجة أنه لم يعد أحد قادر على التنبؤ بما ستحمله الأيام القادمة وذلك في غياب أهل الحل والربط الذين يكتفون في كل مرة بحلول ترقيعية تبقى برأي الكثيرين أقرب الى “حباب الأسبرين “التي يزول مفعولها بعد فترة زمنية وجيزة.