زارت أخر ساعة أمس منطقة الحمامات الساحلية التابعة لولاية نابلالتونسية والتي تعتبر الوجهة رقم واحد للسياح الجزائريين إضافة إلى مدينة سوسة حيث يعشقونها بسبب طابعها السياحي وكثرة الفنادق الفخمة المتواجدة فيها وكل وسائل الترفيه اللازمة وبشهادة سكان الحمامات فقد كان الجزائريون والليبيوين من أبرز زبائنهم في السنوات الماضية وأكدوا لنا أن هذه السنة حضور الجزائريين كان ضعيفا جدا في الوقت الذي كانت في السابق الحمامات تعج بالشباب الجزائريين وغالبية السيارات المتجولة في الحمامات الياسمين أو الحمامات الجنوبية تحمل الترقيم الجزائري.حذرت عديد الدول الأوروبية منها كندا وألمانيا وبلجيكا وسويسرا رعاياها بعدم زيارة تونس أو قضاء الإجازة بها موجهة بذلك ضربة موجعة للسياحة التونسية التي أوشكت على التعافي وكادت أن تخرج من ركودها. وتم نشر هذه الدعوة والتحذير في مواقعها الإلكترونية الرسمية التابعة لوزارات الخارجية وجاء تحذيرهم على إثر أحداث العنف التي شهدتها تونس مؤخرا وكثرة الإضرابات والاعتصامات وعدم الإستقرر السياسي والأمني وبروز «فوبيا« السلفيين وأخبار عن تفجيرات منتظرة لاسيما خلال شهر رمضان. وذكرت مصادر رسمية أن التحذير من زيارة تونس يعتبر ضربة قوية للسياحة بعد انتعاشة وعودة للنشاط إذ بلغت حدود 20 ماي الجاري مليون و 700 ألف سائح أي بنسبة زيادة قدرها 59 ٪ مقارنة بسنة 2011. من جهته ذكر السيد منير بن ميلاد خبير عالمي في السياحة وأحد الرؤساء الشرفيين لجامعة النزل أن الموسم السياحي شهد انطلاقة واعدة في ثلاثة أسواق وهي السوق الانجليزية والألمانية والروسية ثم تحوّلت الى بعض الأسواق الأخرى كالأسواق الاسكندينافية رغم عدم توفّر النقل الجوي ثم أسواق أوروبا الشرقية.وذكر أن الأسواق التقليدية على غرار إسبانيا وإيطاليا لم تشهد نفس الانتعاشة وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية للبلدين أما فرنسا فكانت مهتمة بشأنها الداخلي على غرار الانتخابات التي أدّت الى تأخر الحجوزات. السلفيون يخيفون الأجانب ومؤسس فايسبوك يلغي رحلته أكّد محمد بلعجوزة رئيس الجامعة التونسية للنزل أن تهديدات السلفيين لمزودي النزل بالمشروبات الكحولية دفعت هؤلاء الى رفض تزويد الوحدات الفندقية والمطاعم السياحية بحاجتهم من المشروبات . وأضاف أن الاعتداءات الأخيرة التي طالت الحانات والفنادق والمطاعم أثارت تخوفات أصحاب النزل ووكالات الأسفار حول امكانية الغاء الحجوزات مشيرا الى أن هذا الانفلات الأمني قد أقلق العديد من السياح ودفع سفارات البلدان التي تمثل الأسواق التقليدية لسياحتنا الى اصدار بلاغات تحذير لمواطنيها من زيارة تونس في الوقت الحالي . واستعرض نائب رئيس الجامعة الجهوية للنزل بسوسة صلاح الدين بن أحمد أهم الأحداث التي حصلت مؤخّرا ودفعت بوكالات أسفار الى الحذر والتخوّف مما يجري في تونس : ومنها اعتصام السلفيين بمطار تونسقرطاج على اثر منع سلفيين جهاديين مغربيين من الدخول الى التراب الوطني .وتصادف الحدث مع قدوم وفد بلجيكي في اطار ما يعرف ب»« Educ Tours اي دورة تكوينية، وما تلاها من ترويج فيديو على الفايسبوك يتحدث عن رؤية السلفيين الى السياحة والمرأة والخمر والالتزام بلباس معيّن . الحادثة الثانية هي تزامن اضراب عمال التنظيف بمطار النفيظة مع قدوم وفد روسي في اطار دورة تكوينية أيضا وحصول مصادمات بين المضربين وأناس آخرين على مرأى من السياح ومشاهدة نفس السياح لأكداس من الأوساخ في بهو المطار . الحادثة الثالثة حسب نفس المسؤول تتمثل في الغاء «مارك زوكربارغ مؤسس ورئيس مدير عام «فايسبوك « زيارته المبرمجة لجزيرة جربة بدعوة من جمعية الغريبة وعلل الغاء الزيارة بما صرّحت به نائبة من النهضة عن جربة بتنامي شراء اليهود التونسيين للأراضي بالجزيرة وحذّرت من تكرار سيناريو فلسطين . وقد تداولت مواقع الكترونية هذا التصريح ونتج عنه تراجع زوار الغريبة ب90 بالمائة . ناس الحمامات الذين يستأجرون بيوتهم يتحسرون على غياب زبائنهم الجزائريين من جهة آخرى كشف لنا أصحاب المنازل الذين يقومون بكراء بيوتهم في فصل الصيف أنهم تعودوا على العمل مع السياح الجزائريين وصرحت السيدة الزهرة لآخر ساعة:»أنا دائما أقوم بكراء بيتي للجزائريين الذين يتصلون بي دائما قبل أسبوعين من أجل الحجز،وعلاقتنا مع بعضنا البعض جيدة ونتفق مع الجزائريين كثيرا وفي السابق كنت أستأجر بيتي من شهر ماي إلى غاية شهر أوت والآن كما تشاهدون الحمامات يوجد بها سكانها فقط ولم نتمكن من العمل في هذا الصيف إطلاقا.» في شهر جوان الحمامات فارغة .. شيء غير عادي ويبقى أكبر شيء فاجأنا هو أن الحمامات كانت شبه فارغة رغم تواجدنا في شهر جوان وهي الفترة التي يستغلها أصحاب المطاعم والفنادق من أجل العمل وتعجب سكانها وحتى السياح من عدم تواجد عدد كبير من الزوار وهو ما يعتبر غير عادي خاصة أنها في السنوات الماضية تجد صعوبات في إيجاد أماكن شاغرة في الفنادق. العديد من الجزائريين تخوفوا من السفر إلى تونس بسبب حضر التجوال ويبقى من أبرز الأسباب التي جعلت الجزائريين يعزفون هذه الأيام عن التنقل إلى الحمامات هو قرار حضر التجوال الذي أعلنته الحكومة التونسية بسبب الاحتجاجات التي قام بها المحسوبون على التيارات الإسلامية المتشددة وتخوف العديد من الجزائريين من غياب الأمن وكان يظن العديد منهم أنه يوجد حضر التجوال حتى في الحمامات والذي كان في تونس العاصمة وكل بلدياتها إضافة إلى مدن آخرى. أسعار الفنادق معقولة وفي المتناول أما عن أسعار الفنادق فهي معقولة وفي متناول الأشخاص الذين يرغبون في قضاء عطلتهم في الحمامات حيث يبلغ سعر غرفة لشخصين حولي 50 دينارا تونسيا اي ما يقارب ال3000 دج في فندق 3 نجوم وسط المدينة السياحية أما في الحمامات ياسمين فيبلغ سعر غرفة لشخصين في فندق ذات 3 نجوم ما يعادل ال5 آلاف دج.