تلقى العديد من الجزائريين، بالولايات الشرقية الحدودية، خلال اليومين الماضيين، العديد من الرسائل النصية القصيرة على هواتفهم النقالة، صادرة عن الشركة التونسية للاتصالات “تونس تيليكوم”، تعرض فيها أهم وأجمل المواقع السياحية والفنادق التونسية، داعية الجزائريين إلى زيارتها والاطلاع على التخفيضات المغرية في أسعار الخدمات والإقامة بالمنتجعات السياحية التونسية رسائل نصية قصيرة من تونس توجّه إلى الجزائريين تلقى العديد من الجزائريين، بالولايات الشرقية الحدودية، خلال اليومين الماضيين، العديد من الرسائل النصية القصيرة على هواتفهم النقالة، صادرة عن الشركة التونسية للاتصالات “تونس تيليكوم”، تعرض فيها أهم وأجمل المواقع السياحية والفنادق التونسية، داعية الجزائريين إلى زيارتها والاطلاع على التخفيضات المغرية في أسعار الخدمات والإقامة بالمنتجعات السياحية التونسية. وتعد هذه الخرجة التونسية الأولى من نوعها، منذ قيام الثورة على نظام زين العابدين بن على، حيث فسرها المتتبعون على أنها “نداء استغاثة” لإنقاذ ما تبقى من السياحة التونسية، بعد أن انهارت الحجوزات في الفنادق بمختلف المناطق والمنتجعات التونسية، خلال شهري مارس وأفريل الماضيين، إلى حدود 0 بالمائة، وهي الفترة التي تعتبر عادة بالنسبة لوزارة السياحة التونسية والمحترفين بوكالات السياحة والأسفار مؤشرا عن مدى نجاح الموسم السياحي الصيفي بتونس. وقد شهدت غالبية الفنادق والمنتجعات السياحية التونسية بجزيرة جربة، الحمامات، نابل وغيرها من المركبات السياحية الفاخرة، منذ شهر فيفري الماضي، إلغاءات بالجملة لحجوزات قامت بها وكالات السياحة والأسفار الفرنسية والألمانية خاصة، بسبب عزوف السياح عن تثبيت حجزهم لقضاء العطل بتونس لدواع فسرها القائمون على السياحة بتونس بالأمنية. كما شهدت تونس أكبر عملية تسريح للعمال والمستخدمين بالقطاع السياحي التونسي، الذي خسر أكثر من 60 بالمائة من الوظائف، بسبب قلة الزبائن بعد تراجع عدد السياح بتونس من أكثر من مليونين، خلال فترتي الشتاء والربيع، إلى بضع مئات من السياح الفرنسيين، وهذا رغم التخفيضات المغرية في الأسعار التي لجأت إليها غالبية المركبات السياحية، التي أجبرت على تسريح عمالها لعجزها عن مواجهة أعباء وتكاليف الأجور. كما كان للأوضاع الأمنية الناجمة عن الثورة التونسية وإرهاصاتها تأثير بالغ على السياح الجزائريين من الطبقات المتوسطة، الذين كانوا يقضون سابقا فترة العطل المدرسية، بين أشهر ديسمبر ومارس، بتونس، لقربها وجودة الخدمات بفنادقها خاصة للعائلات، إلا أن عددهم تراجع بشكل كبير لينعدم تماما، عقب اتخاذ السلطات الجزائريةوالتونسية لإجراءات وقائية أمنية بغلق الحدود البرية بين البلدين لمدة فاقت الشهرين. هذه الوضعية أوصلت قطاع السياحة بتونس إلى درجة الاختناق. وكان الأمل قائم على تراجع مخاوف الأوروبيين وعودتهم مجددا للحجز بتونس، بعد هدوء نسبي شهدته الساحة السياسية التونسية، إلا أن لا شيء من هذا حدث، فقد ظلت مخاوف الأوروبيين قائمة وزادت معها هواجس التونسيين وخوفهم من موسم سياحي أبيض، سوف يقضي لا محالة، على ما تبقى من القطاع السياحي التونسي، إن لم تستقبل تونس أعدادا كافية من السياح الجزائريين لتعويض غياب الألمان والفرنسيين، وحتى الليبيين الذين كانوا يقصدون سابقا تونس للسياحة والاستجمام والتسوق بأعداد كبيرة. هذا وقد سبق الحملة الترويجية لمتعامل خدمة الهاتف النقال “تونس تيليكوم”، مبادرات وإجراءات عديدة اتخذها وزير السياحة التونسي، مهدي حواس، من خلال إعلانه في الأيام القليلة الماضية، عن خطوط بحرية ستربط الجزائروتونس، لتسهيل تنقل السياح الجزائريين من العاصمة وغرب البلاد مباشرة إلى المناطق السياحية التونسية بحرا. وكانت تونس، قبل الثورة، تستقبل سنويا أكثر من 5 ملايين سائح، من بينهم أكثر من مليون سائح جزائري، فيما كانت مداخيل قطاع السياحة التونسية تصل إلى 5 ملايير دولار سنويا.