بدأت مدن تونس تسترجع بنفس بطيء حيويتها بعد أكثر من 4 أشهر عن ثورة »الياسمين«، ومع قدوم موسم السياحة و الاصطياف، بدأت بعض الحركة تدب في المدن الساحلية بقدوم عدد محدود من السياح الذين اختاروا تونس ضاربين عرض الحائط كل ما يشاع عن الجانب الأمني، أما التونسيون فمازالوا في انتظار السياح الجزائريين، وقد جهزوا لهم كل ما يناسب أذواقهم فأينما ذهبنا وجدنا العلم الجزائري وأشهر الأغاني الجزائرية، وكلما بلغنا مكانا سألنا أهله عما إذا كان الجزائريون سيقصدون تونس هذا العام. من منا لا يذكر عطلة المفتش الطاهر في تونس، ومن لا يذكر حفاوة الاستقبال التي حظي بها من طرف إحدى العائلات التونسية، ومن لم يردد بعد هذا الفيلم، جملة» سلمونا على الجزائر«، وربما مرت على رحلة المفتش الطاهر إلى تونس والتي تحولت إلى رمز للسياحة بالنسبة للجزائريين، سنوات كثيرة حملت معها كثيرا من التغييرات، لكن أكثرها بروزا كان ثورة الياسمين دون منازع. كنا 25 صحفيا جزائريا، حظينا بفرصة زيارة هذا البلد الجار للوقوف على ما آل إليه أهلها بعد ثورة قلبت نظام الحكم وغيرت توجهات البلاد رأسا على عقب، ولدى وصولنا إلى تونس الخضراء توجهنا مباشرة إلى مدينة سوسة، وهي مدينة سياحية تطل على البحر المتوسط، وتتميز بكثرة الفنادق والمرافق السياحية كفنادق مختلفة ومنتجعات وأماكن عمومية، وأماكن للعلاج الطبيعي بالماء لتشجيع السياحة العلاجية، التي يقصدها السياح من مختلف أرجاء العالم، وعلى غرار سوسة التي مكثنا فيها مدة يومين، زرنا أيضا مدينة الحمامات، وتونس. استقرار أمني وعودة تدريجية للحياة العادية ربما يكون الجانب الأمني هو العامل الأول الذي عصف بقطاع السياحة في تونس، فما جرى خلال أحداث ثورة الياسمين وما تبعها، وكذا ما تنقله وسائل الإعلام الأجنبية من تقارير مبالغ فيها، كان له تأثيره البالغ على عدد كبير من السياح وخاصة الأوروبيين ودفعهم إلى تغيير وجهاتهم السياحية إلى بلدان أخرى بحثا عن الاستقرار رغم أن تونس تتوفر على مرافق لا تقل درجة عن غيرها في بلدان أخرى، بل وتنافسها في الخدمات والأسعار، ولهذا رأينا أن نركز على هذا الجانب والإلمام به من أجل نقل صورة واضحة عنه للسائح الجزائري. بقينا لمدة يومين في سوسة، ويوم واحد في الحمامات، وعلى عكس ما تثيره بعض وسائل الإعلام من إشاعات هنا وهناك عن الوضع الأمني في تونس بعد مرور أزيد من 4 أشهر عن ثورة الياسمين، إلا أننا لم نشعر بأي خوف أو حتى عدم ارتياح، بل كنا نتحرك بشكل طبيعي ونختلط بالناس والباعة، ونتنقل ليلا من منطقة إلى أخرى، وقد لاحظنا أن هناك تعزيزات أمنية لحماية السياح في كل مكان ذهبنا إليه، وعندما دخلنا العاصمة تونس، لاحظنا انتشار عدد كبير من رجال الأمن أمام الوزارات ومرافق الدولة وحتى أمام بعض المباني الأجنبية كالسفارة الفرنسية في قلب شارع الحبيب بورقيبة، كانت هناك أسلاك شائكة وشاحنات جيش كثيرة منتشرة هنا وهناك، وفي الليل وبالضبط في تمام الساعة العاشرة خرجنا لنلقي نظرة على هذا الشارع الكبير الذي احتضن الثورة، وقد شرعنا ببعض الخوف لما رأيناه خاليا من المارة ورأينا أيضا كافة المقاهي وقد أغلقت أبوابها، تقدمنا من أحد رجال الشرطة لنسألهم عن سبب هذا الركود الذي انتاب الشارع، وعن ما إذا كان التونسيون مازالوا يشعرون بالخوف، فأجابنا بأن الوضع الأمني قد عرف تطورا كبيرا، وأن العلاقة بين الشرطة والشعب قد تحسنت كثيرا، وإن شئتم الحق فإننا لم نصدق هذا الشرطي، وبقي السؤال في أنفسنا إلى أن طرحناه كانشغال في الندوة الصحفية التي نشطها مدير الديوان السياحي التونسي بمقر السياحة، و الذي أكد فيه أن هناك تراجعا للجريمة بنسبة 10 بالمائة مقارنة بالأشهر الأربعة الماضية، كما أن التونسيين لم يبدؤوا بعد موسم السهر ليلا بسبب انشغاله بامتحانات آخر السنة، مضيفا أن الحياة في تونس تعود تدريجيا إلى طبيعتها. نفس السؤال، أجابتنا عليه زميلة تونسية تعمل في قناة نسمة التي رافقتنا خلال زيارتنا لمدينة سيدي بوسعيد السياحية، حيث أكدت لنا أن التونسيين يفضلون التوجه إلى الأماكن المطلة على البحر للسهر ليلا، ولا يفضلون البقاء في شارع بورقيبة، كما أن الباعة في المدينة القديمة أو»العربي« كما يسمونها، يغلقون محلاتهم في تمام الساعة السادسة لأنهم يفتحونها في وقت مبكر جدا، وأضافت أن هذا الشارع يكون ممتلئ في رمضان وفي أيام العيد حيث يأتي الناس لشراء حاجياتهم، ولعل حديث مدير الديوان الوطني للسياحة عن وضع مخطط أمني لحماية الجزائريين الوافدين إلى تونس عبر الحدود البرية وإلى غاية المدن الساحلية التونسية سيشجع قدوم الجزائريين إلى هذا البلد الجار الذي طالما كان وجهتهم السياحية الأولى. تراجع ملحوظ في عدد السياح في سوسة والحمامات وربما أكون محظوظة لأنني زرت سوسة خلال العام الماضي، أي قبل ثورة الياسمين، لألحظ الفرق الواضح في قلة الحركة الناجمة عن قلة السياح الذين عادة ما يملئون المكان في هذه الفترة من الوقت، فسوسة التي كانت فيما مضى قبلة للسياح الأجانب، بدت اليوم أقل حيوية، وميناء القنطاوي الذي كان يعج العام الماضي بأضواء الباعة والسياح والأغاني، أصبح بدا اليوم مكانا كئيبا، لا ترى فيه غير عشرات من السياح هنا وهناك، بل إن بعض المطاعم لم تفكر حتى في أن تفتح خلال هذا الموسم. والحقيقة أن الفندق الذي نزلنا فيه ويدعى صدر بعل لم يستقبل خلال هذا العام سوى 30 بالمائة فقط من السياح، وهو ما أكدته لنا مضيفة تعمل في الاستقبال حيث أشارت إلى أن الفندق في العادة يكون قد امتلأ بنسبة 100 بالمائة خلال هذه الفترة، مضيفة أن عددا كبيرا من الفنادق لم يجرؤ حتى على الفتح وظل مغلقا خوفا من الخسارة. مدير مطعم الأمير الذي نزلنا ضيوفا عليه رفقة الوفد الصحفي الذي زار المنطقة، أكد لنا أن هذا الموسم مختلف، وأنه عادة ما يكون السياح قد ملئوا هذا المكان في مثل هذا الوقت من السنة، لكن هذا العام الأمر يختلف بسبب مخلفات الثورة، وأضاف قائلا إنه يجب أن نقف مع البلاد التي تمر بظروف صعبة، ربما جلب عددنا الكبير الذي قارب الخمسة وعشرين صحفيا جزائريا كنا بالمطعم عددا من السائحين الذين شدتهم الفوضى التي كنا نسببها في هذا المكان الهاديء الذي يطل على ميناء ساحر، لكن مدير المطعم أخبرنا أن عماله عادة يحضرون 3 إلى 4 طاولات على الأكثر، وحتى الأكلة الشعبية التي يختص المطعم في تحضيرها، والتي تتم بطريقة غريبة تشد السياح، حيث توضع مكوناتها من لحم وتوابل وخضار في جرة ويتم غلقها بالجبس لتطبخ في فرن خاص وتكسر الجرة بعد ذلك لإخراج الأكلة، تراجع اليوم تحضيرها، ففي العام الماضي كان المطعم يحضر ما بين 30 جرة في اليوم، لكن هذا الموسم فإن العدد محدود جدا. مدير المطعم الذي كسر جرة الأكلة أمامنا احتفالا بقدومنا، أخبرنا أن التونسيين يعاملون الجزائريين معاملة خاصة، باعتبارهم أشقاء، بل وإنهم يفضلونهم على السياح الأجانب، موضحا أن تونس التي اختلط دم أبناءها مع دماء الجزائريين في ساقية سيدي يوسف، والتي لم تغلق يوما أبواب حدودها في وجه الجزائريين خلال العشرية السوداء، هي اليوم في حاجة إلى السياح الجزائريين الذين يعول عليهم من أجل إنقاذ السياحة التونسية بالنظر إلى التسهيلات الكثيرة المتاحة أمامهم، خاصة وأنه لا يعول كثيرا على السياح الليبيين الذين مازالوا يئنون تحت وطأة الأزمة الخانقة التي تشهدها البلاد منذ أكثر من شهرين. سياح أوروبيون حجزوا أماكنهم في أوج الثورة رغم سوء الأوضاع الأمنية في تونس، ورغم مغالاة وسائل الإعلام في نشر الإشاعات والتهويل من الأحداث، إلا أن بعض السياح الأجانب ممن اعتادوا على قضاء عطلتهم السنوية في تونس، لم يتأثروا بما سمعوه، وقد سألنا بعض السياح الأجانب الذين كانوا يقيمون معنا في نفس الفندق، عن سبب اختيارهم لتونس رغم ما شهدته البلاد، فأجابونا بأنهم لا يشعرون بأي خوف، فجاك وهو سائح من سويسرا في العقد الخامس من العمر أكد لنا أنه يأتي منذ 10 سنوات إلى تونس، وأنه قد حجز الفندق في شهر فيفري أين كانت الأزمة في تونس شديدة، ومع ذلك فقد كان مصرا على المجيء، واليوم وهو هنا يقول جاك بأنه كان سيندم كثيرا إذا لم يأت لأنه رأى بأم عينه أن الحالة الأمنية للبلاد مستقرة، وهو ما لاحظناه نحن أيضا، حيث أننا تجولنا ليلا دون التعرض لأية مشاكل، هذا إلى جانب توفر دوريات من الجيش في أماكن مختلفة تجعل الفرد يشعر بأمان أكثر. أما بعض السائحات من بلجيكا، فقد أكدن لنا أن السبب الرئيسي في أزمة نقص السياح التي تشهدها تونس لا يرجع إلى عدم استتباب الأمن بقدر ما هو ناتج عن ما تبثه وسائل الإعلام حول الأحداث في تونس، وهو ما يثير الخوف لدى المشاهد، الذي يعتقد أنه لم يعد هناك أمن واستقرار في المنطقة، لقد كنا نود أن نقابل سياحا جزائريين، لكننا لم نتمكن من ذلك، ففي بعض الأحيان نجدهم قد غادروا، وفي بعض الأحيان الأخرى نجدهم خارج الفنادق، غير أننا نستطيع أن نلاحظ أن عددهم كان قليلا مقارنة بالعام الماضي. تخفيضات خاصة وبعض الباعة يتعاملون بالدينار الجزائري يصف البعض السياحة بأنها بترول تونس لأنها تعتبر القطاع الأول الذي يبنى عليه الاقتصاد التونسي، والحقيقة أن السياحة تفتح أبواب عائلات تونسية كثيرة، هي اليوم تعاني من ضائقة، وحديثنا عن السياحة لا يشمل الفنادق والمؤسسات السياحية والمركبات والمنتجعات السياحية فقط، بل أيضا حتى أولئك الباعة البسطاء الذين يحصلون على قوت يومهم من وراء السياح، فأحد أصحاب الأكشاك الذي تحدث إلينا سألنا عن ما إذا كان السياح الجزائريون سيأتون بكثرة خلال هذا الموسم، بل إن هناك من الباعة من وضع علم الجزائر بجانب علم تونس لاستقطاب السياح الجزائريين المعروفين بحبهم لكل مقومات هويتهم الوطنية، ولإبراز مدى العلاقة القوية التي جمعت ومازالت تجمع البلدين، بعض الباعة في الحمامات وسوسةوتونس، كانوا يضعون أغان جزائرية ويسألوننا عن الأوضاع في الجزائر، ويخبروننا أن الأسعار التي يضعونها خاصة بالسياح وأنهم يقدمون لنا ذات التخفيضات التي يقدمونها للتونسيين. كنا رفقة أحد الزملاء الذي كان يريد شراء لباس تقليدي تونسي من أحد أزقة العاصمة التونسية، لكنه لم يكن يملك ما يكفي من العملة التونسية، وكنا سنهم بالعودة متراجعين عن الشراء، إلى أن فاجأنا البائع أنه سيقبل منا العملة الجزائرية إذا كنا نملكها، وهنا دفع هذا الزميل ثمن اللباس الذي اشتراه بالدينار الجزائري، وعدنا أدراجنا، والحقيقة أن هناك أيضا إمكانية لتبديل العملة الجزائريةبالتونسية أو العكس في السوق السوداء. فنادق تخفض أسعارها بنسبة 20 بالمائة وأخرى تعتذر ولن يفوتنا طبعا أن نشير إلى عن عدد كبير من الفنادق التي أجرت تخفيضات على أسعارها وصلت إلى غاية 20 بالمائة نزولا عند أوامر وزارة السياحة التونسية، وخلال جولة في مدينة الحمامات الساحرة، وجدنا أن سعر أحد الفندق وهو فندق إقامة الحمامات قد وصل إلى 26 دولارا لليلة الواحدة بعد التخفيضات التي قدمها، حيث يستفيد زبائنه من غرف تتضمن مطبخا صغيرا وصالون. ومن أهم الفنادق التي قمنا بزيارتها فندق طالاسا روايال وهو أحد أفخم 10 فنادق في العالم، وقد كان من الغريب أن نكتشف ونحن نهم بمغادرة هذا الفندق الساحر أن نكتشف أن مديره تونسي من أم جزائرية، حيث أنه بدا فرحا لدى مقابلته لنا أمام الفندق، مرددا أن الجزائريين مرحب بهم دائما، خاصة وأن والدته من منطقة عنابة. وربما كان هذا الفندق أكبر من طموح الناس العاديين، نظرا لغلاء أسعاره، لكنه في نفس الوقت يستجيب لمتطلبات فئات معينة، تبحث عن الراحة دون أن تهتم للثمن، افتتح هذا الفندق في أوت من العام الماضي، وهو يتضمن أحدث أجهزة العلاج بالمياه على اختلاف أنواعها، وقد قادتنا جولة رفقة مساعد المدير داخل هذا الفندق إلى اكتشاف حجم فخامة أثاثه وتجهيزاته، فهو يحتوى على غرف بها حمامات مثل السونا والجاكوزي، كما أن مركز العلاج به واسع جدا ويتم فيه استعمال مستحضرات ذات ماركات عالمية، ولدى إجابته عن سؤال حول التخفيضات، كشف لنا المتحدث أن الفندق لا يستطيع تقديم مثل هذه العروض لأن خدماته موجهة إلى فئة معينة وطبقة معينة. بقايا ثورة الياسمين تتحول إلى رموز للسياحة في كل شارع تدخل إليه في أية منطقة في تونس، ستسمع حتما كلمة ثورة، قد تسأل عن غلاء سعر منتوج معين فيخبرك البائع أننا في عهد ما بعد الثورة، وقد تجد محلات تبيع منتوجات رسمت عليها رموز ثورة الياسمين، وهو دليل على اعتزاز التونسيين بثورتهم وتمجيدهم لها، وهو ما يحاولون التعبير عنه بأشكال مختلفة لنلقه إلى غيرهم، فتونس اليوم أصبحت معروفة في العالم بأسره بثورتها أولا. وفي تونس العاصمة مازالت أسوار المدينة شاهدة على ما حدث، شعارات الثورة مكتوبة في كل مكان توجه إليه بصرك، ومن الشعارات التي لمحناها، المجد والخلود للشهيد البطل البوعزيزي، أرسيدي ديغاج، وما أحلاها تونس من غير بن علي و 40 سارق، والحرية ممارسة يومية، ومن شان كل هذا أن يستقطب فئات معينة من السياح الراغبين في الوقوف وجها لوجه مع ثورة غيرت ملامح المغرب و المشرق العبي بأسره. ونستطيع اليوم الجزم أن ثورة الياسمين قد أسهمت في جلب فئة معينة من السياح ، فنحن كصحفيين شدنا كثيرا أحد التماثيل المحطمة في منستير مباشرة خلف تمثال الرئيس التونسي الراحل لحبيب بورقيبة، وقد أثارنا هذا التمثال المحطم كثيرا عندما عرفنا أنه كان يحمل معان تمجد السابع نوفمبر وهو أحد رموز نظام الرئيس الهارب وقد تم تحطيمه خلال الثورة، ولعل أكثر ما شد انتباهنا، في فندق روايال الذي كنا فيه بالحمامات كان اللافتة التي وضعها الفندق والتي كتب باللغتين العربية والفرنسية عليها تونس حرة وسياحة متطورة، ولعل أكثر ما تدل عليه هذه اللافتة هو تحدي التونسيين لأوضاعهم ولما تتعرض له سياحتهم من إشاعات وإصرارهم على العمل من أجل النهوض بها. التونسيون مازالوا في الانتظار رغم أن عددا من عمال بعض الفنادق أكدوا لنا أنهم لم يصلوا حتى إلى نصف النسبة التي تم تحقيقها خلال العام الفارط، إلا أنهم أوضحوا أنهم مازالوا ينتظرون قدوم الجزائريين الذين اعتادوا أن يدخلوا تونس نهاية شهر جوان وبداية جويلية، أي بعد انتهاء الأبناء من امتحانات نهاية السنة وانتظار نتائج البكالوريا، غير أن مصدر ا من السفارة الجزائرية التقينا به في تونس العاصمة في آخر يوم من جولتنا التي دامت 5 أيام أكد لنا أن عدد العائلات الجزائرية التي ستذهب إلى تونس سيكون محدودا مقارنة بالعام الماضي، لكن بقية الفئات كالشباب سيكونون حاضرين، واستطرد المصدر قائلا إن الإجابة عن هذا السؤال ستكون في الجزائر، وربما سنجري روبورتاجا آخر عن الوجهات السياحية للجزائريين. بعض الصحفيين الذين رافقونا خلال الرحلة كانوا يريدون الحجز لأقربائهم من أجل قضاء عطلتهم الصيفية في تونس، وهذا بعد أن شاهدوا بأعينهم أن هناك استقرارا أمنيا وحماية كافية للسياح خاصة في المناطق الساحلية السياحية، وأنا أشاطر بعض زملائي الصحفيين الرأي عندما كانوا يطرحون فكرة أن بعض الجزائريين قد يأتون إلى تونس من باب مؤازرة جيرانهم والوقوف إلى جانبهم، لأننا أيضا عانينا كثيرا من شائعات وسائل الإعلام الأجنبية التي عزلت البلاد لسنوات عديدة، والتي أغلقت فيها كل الأبواب أمامنا، ماعدا باب تونس.