تنقلت آخر ساعة إلى نادي الفروسية بعين عشير وفضلت أن تمضي سهراتها مع أحد أكبر أعمدة المالوف في الجزائر ومفخرة كل سكان مدينة عنابة علاوة الفار حيث يطرب يوميا في سهرات الشهر الكريم عشاق المالوف رفقة العديد من الفنانين الذين يفضلون التنقل إلى هذا المقهى لكي يسمعوا فنهم للحاضرين حيث يعرف هذا المقهى إقبالا كبيرا من مختلف الطبقات،ويفضل الجميع الاستماع لاغاني شيخ الشيوخ علاوة الفار. تم تكريمه مؤخرا في المهرجان الثقاقي في البليدة وقد كانت لنا دردشة خفيفة مع الشيخ علاوة الفار والذي أكد أنه تم تكريمه مؤخرا في المهرجان الثقافي بالبليدة وما أثار استغرابنا أنه يتم تكريم أحد أعمدة المالوف في مدن أخرى في الوقت الذي لا يقوم المسؤولون عن الثقافة في عنابة بتوجيه الدعوة وعندما سألناه عن غيابه عن التظاهرات الفنية أكد لنا أنه ليس من النوع الذي يطرق الأبواب،كما أن علاوة الفار يعتبر غنيا عن التعريف وكان من المفروض أن يقوم المسؤولون عن هذا القطاع بدورهم نحوه وأن لا ينتهجوا الطريقة المعروفة في القطر الوطني وهو تهميش المسؤولين للفنانين الكبار عندما يكونون على قيد الحياة ثم تمجيدهم عند وفاتهم. الذي يحب فنه يجده في عين عشير ولاحظنا توافد العديد من عشاق المالوف للمقهى خاصة أنه الوحيد الذي يغني هذا النوع من المالوف وهو الغناء الطربي ومازال محافظا على الطبوع الأصيلة والحقيقية لهذا الفن مع العلم أنه يبلغ 71 سنة من العمر وبدا يغني المالوف سنة 1951 وتعلم هذا الفن على يد كبار الشيوخ في قسنطينة في الخمسينيات والستينيات على غرار زواوي الفرقاني والخوجة بن جلول ،الشيخ حسونة وتعلم النوبة عند الحاج علاوة والعربي مناصرة. الوحيد حاليا الذي يغني المالوف بالبيانو ويعتبر علاوة الفار مغني المالوف الوحيد الذي يغني هذا النوع من الغناء باستعمال آلة البيانو وهو خاص بمدينة عنابة التي تملك تقاليد عريقة في هذا الفن ويوجد مغنيان راحلان كانا يغنيان المالوف بالبيانو وهما الشيخ حسان العنابي والكرد وهو ما يؤكد أن هذا النوع عنابي خالص ولا يوجد لا في العاصمة ولا في وهران ولا في تلمسان.