استرجعت الأسرة الفنية لمدينة عنابة يوم السبت ذاكرة الطرب الأصيل و ذلك من خلال وقفة تكريمية متميزة لفنان الغناء و الموسيقى الأندلسية المالوفية الشيخ الراحل محمد ولد الكرد الذي تظل بصماته شاهدة على إسهاماته القيمة في بسط قواعد الأداء الموسيقي السليم وتنشيط ساحة الغناء والطرب المالوفي بالمنطقة. فعلى وقع عروض لفرقة العيساوية المحلية اكتظت دار الثقافة والفنون محمد بوضياف بهواة النغمة المالوفية الأصيلة من خلال تفقد أجنحة معرض حول مسيرة الفنان محمد ولد الكرد وإنتاجاته الفنية ليتعرفوا على نماذج لآلات موسيقة ك الدف والطار والعود والكمان التي تدرب عليها الفنان وتداولها العديد من الموسيقيين الذين رافقوا الشيخ الكرد في مسيرته الفنية. وتتبع المشاركون في هذه الوقفة التكريمية مداخلتين حول "الحياة الثقافية بعنابة" و " مظاهر التجديد الفني عند ولد الكرد" لكل من الأستاذين سعيد دحماني و بوبكر محمد الأخضر قبل أن يطرب الجمهور الحاضر بوصلات غنائية مع الشيخ عبد الحميد خمار و الحاج علاوة بوغمزة. كما تميز هذا الحفل التكريمي الذي أقيم بمبادرة لجمعية أحباب وتلاميذ حسان العنابي بتكريم عائلة الفنان محمد ولد الكرد وعدد من فناني الموسيقى والطرب الأندلسي. وكان الفنان الشيخ محمد ولد الكرد الذي ولد سنة 1895 بالمدينة العتيقة لعنابة ولوعا بالترحال حيث تنقل إلى بلاد الشام واحتك بالأنماط الموسيقية الأصيلة كالوصلات والموشحات والمعزوفات والمقامات العربية وتمرن على العزف على آلة العود والكمان. وتنقل أيضا إلى كل من مصر وتركيا وتقرب من عباقرة الطرب بهما قبل أن يعود إلى مسقط رأسه عنابة و يعمل على تأسيس جوق يجمع بين الزرنة والدربوكة والبيانو والعود وآلة القانون ويبدع بأدائه ونبرات صوته المتميز. وقد انطفأت شمعة الفنان الشيخ محمد ولد الكرد سنة 1951 بعنابة تاركا وراءه إرثا موسيقيا غنيا بأزيد من 75 أسطوانة مسجلة.