مع اقتراب عيد الأضحى المبارك أصبح سعر خروف العيد في الجزائر يعادل سعر ستة براميل نفط مجتمعة! حيث انضم كبش العيد إلى قائمة الغلاء التي تذبح المواطنين بعد عرفت أسواق الماشية قبيل عيد الأضحى ارتفاعا قياسيا بمختلف أسواق العاصمة و الولايات المجاورة، حيث تراوح سعر الخروف ‘'العلوش'' بين 28 و45 ألف دينار، فيما تراوح سعر الكبش بين 5 ملايين وأكثر من 6 ملايين، وبرر مربو الماشية الارتفاع بالعرض والطلب الذي تحكم في الأسعار وتوافد أعداد من التجار من كافة أنحاء الوطن، هدفهم تحقيق الربح السريع والتحكم في الأسعار. حيث شهدت أسعار الماشية ارتفاعا بالأسواق الكبرى التي يقصدها التجار ومربو الماشية من مختلف ولايات الوطن، إضافة إلى دخول التجار بكثرة قادمين من مختلف أنحاء الوطن، يمتهنون هذا النشاط في فترة وجيزة بهدف تحقيق الربح السريع. وفي هذا يقول أحد مربي الماشية: ‘'تفاجأنا باجتياح هذه الأسواق من طرف أشخاص تجدهم إطارات دولة، اختاروا دخول معترك تجارة الماشية في هذه الفترة التي تسبق العيد، يعمدون إلى شراء كل الخرفان والكباش والنعاج التي يجلبها المربون من الموالين، حيث يتحكمون في أسعار البيع والشراء نتيجة المضاربة والمزايدة، وكل واحد منهم يريد شراء أكبر عدد من رؤوس الماشية لنقلها إلى مختلف أنحاء الوطن وإعادة بيعها بأسعار أعلى. ويرجع الموالون الذين تحدثوا ل''آخر ساعة''، ارتفاع سعر الماشية، خلال هذه الفترة، إلى المخاوف التي تنتاب المربين حول تأخر سقوط الأمطار الخريفية وقرب حلول فصل الشتاء إذ ينقص العشب، ما يدفع بالموالين إلى الاعتماد على نظام تغذية عن طريق العلف وهو في العادة شعير مطحون وتبن وخرطال، ولأن أسعار هذه المواد عرفت ارتفاعا غير مسبوق في فصل الخريف ومرشحة للارتفاع في فصل الشتاء، فإن الحل الوحيد هو رفع أسعار الماشية، يقول أحد الموالين. وكشف لنا العديد من المواطنين الذين ترددوا على سوق بوفاريك المعروف، أن أسعار الكباش لا تختلف كثيرا عن الأسعار المتداولة عبر كل ولايات الوطن، بسبب سيطرة المربين القادمين من المناطق الداخلية وأشار مواطنون تحدثوا ل إلينا، بأنهم عادوا على أعقابهم من السوق المذكور، بعد وقوفهم ومعاينتهم لسخونة أسعار بيع المواشي المتداولة منذ مدة، مؤكدين على أن الوضعية العامة لأسواق بيع المواشي بالعاصمة والولايات المجاورة، ستحرم كالعادة العائلات متوسطة الدخل والفقيرة من التمتع بفرحة عيد الأضحى، لكون أن أسعار المواشي مرشحة للارتفاع أكثر فأكثر من اقتراب عيد الأضحى. وفي سياق متصل جزم تجار وأصحاب المواشي، بأن الأسعار الحالية في المتناول، مقارنة بالأعباء التي تصاحبهم في سبيل إيجاد مواطن الكلأ وتوفير الأعلاف والشعير، وهي مهمة صعبة حسب تصريحات الكثير منهم، تلزمهم سهر ليال والوقوف المتواصل ومتابعة مواشيهم، مشيرين إلى أن نقص الشعير ونقص الكلأ وكذا ارتفاع أسعارها وعدم توفرها في العديد من الأحيان خلال هذا الموسم، زاد من معاناتهم في سبيل توفيرها، نافين أن تكون هناك مبالغة مقصودة في رفع أسعار الأضاحي، بل أن ظروف تربيتها ومتابعتها على مدار حول كامل، تفرض هذه الأسعار في مختلف الأسواق الأسبوعية. وكانت وزارة الفلاحة أكدت فى بيان لها أن الإنتاج الوطني يكفي لتغطية الطلب على المستوي الوطني حيث تم تسجيل ارتفاع محسوس في الثروة الحيوانية في الجزائر هذا العام بلغت ما يقارب 24 مليون رأس ماشية، وكشفت وزارة الفلاحة أن الجزائريين يستهلكون كل سنة مابين ثلاثة ملايين إلى أربعة ملايين رأس من الغنم كأضاحي عيد.