عاشت قرية «بوخرتوم « التابعة لبلدية الأمير عبد القادر (ولاية جيجل) ليلة السبت الى الأحد أجواء من الرعب وذلك بعدما غمرت مياه الأمطار العشرات من البيوت الواقعة بهذه القرية في ساعة متأخرة من الليل م / مسعود ملحقة خسائر مادية معتبرة بأصحابها فيما تحدث البعض عن وقوع اصابات بين سكان هذه البيوت بعد انهيار جدران عدد من البيوت على رؤوس أصحابها .وقد كان كل شيء يبدو عاديا بالقرية المذكورة قبل أن يتفاجأ سكانها في حدود الساعة الحادية عشر ليلا بسيل جارف يخترق بيوتهم من كل النواحي وذلك في أعقاب الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على المنطقة منذ الساعة الثامنة مساء ، وقد تسببت قوة السيل المذكور في اغراق العشرات من المنازل التي تحولت في رمشة عين الى برك عائمة وسط عويل النساء والأطفال الذين فروا في كل الإتجاهات بحثا عن طوق نجاة وذلك وسط فوضى كبيرة لم تعرف لها المنطقة مثيلا .وفيما تحدثت بعض المصادر عن اصابة ثلاثة أشخاص بجروح في هذه الفيضانات من بينهم طفل في الخامسة بعدما أصيبوا بأجزاء من الجدران المنهارة أكد شهود عيان «لآخر ساعة» بأن الخسائر التي خلفتها هذه الفيضانات غير المسبوقة كانت فادحة جدا وبالأخص في البيوت التي لاتضم طوابق علوية أو بالأحرى تلك الواقعة على مستوى سطح الأرض حيث أتلفت كل محتوياتها في رمشة عين بعدما اعتلتها المياه والأوحال مما تسبب في تشريد العائلات التي كانت تقيم بها والتي اضطرت لقضاء بقية الليلة في العراء بعدما تعذر عليها العودة الى هذه البيوت المتضررة من هذه الفيضانات .هذا وقد أقدم العشرات من سكان منطقة بوخرتوم بالأمير عبد القادر في ساعة مبكرة من صبيحة أمس الأحد على قطع الطريق الرابط بين الأمير عبد القادر وعاصمة الولاية جيجل وذلك في أول رد فعل على ما تعرضوا له ليلة السبت مطالبين بفتح تحقيق في الفيضانات المذكورة خاصة وأن وكالة السدود هي من تسببت برأيهم في هذه الكارثة بعدما قامت بتسريح جزء من مياه سد العقرم القريب من قريتهم مما تسبب في ارتفاع منسوب المياه بوادي بوخرتوم ومن ثم حدوث الفيضانات المذكورة التي كان من الممكن أن تؤدي الى ازهاق أرواح بشرية ، كما تساءل المحتجون عن سر عدم تدخل وحدات الحماية المدنية وكذا بقية السلطات في الوقت المناسب من أجل اجلاء ضحايا هذه الفيضانات التي أكدوا بأنها ما كانت لتقع لولا الخطأ البشري .